كيف المفر وقد وافى تقاصينا

كَيْفَ المَفَرُّ وَقَدْ وَافَى تَقَاصِينَا

وَخَصْمُنَا في دَعَاوِي الحب قَاضِينَا

يَقْضِي عَلَيْنَا فَنَقْضِي بِالجَوَى أسَفاً

شَتَّانَ مَا بَيْنَ قَاضِيكُمْ وَقَاضِينَا

إنَّا إلَى اللَّهِ كَمْ نُفْضِي النُّفُوسَ إلَى

أشْرَاكِ تَهْلُكَةٍ طَوْعًا بِأيْدِينَا

وَكَمْ تشبّ بِنِيرَانٍ جَوَانِحُنَا

كَمَا تَفِيضُ بِطوفَانٍ مآقِينَا

وَكَمْ يُعَنِّفُنَا في الحبّ حَاسِدُنَا

كَمَا يُهَدِّدُنَا بِالْبَيْنِ واشِينَا

فِي كَعْبَةِ الحُبَ أوْ فِي شَوْقِ معلمة

نَحْنُ المُصَلُّونَ أمْ نَحْنُ المزكُّونَا

وَفِي لُيَيّلاَهُ أوْ فِي رَبْعِ مَعْهَدِهِ

نَحْنُ المُحِبُّونَ أمْ نَحْنُ المَجَانينَا

لاَ يُعْلَمُ الصبرُ الاَ مِنْ تَثَبُّتِنَا

وَيَثْبُتُ الوجدُ الاّ من مَعَانِينَا

وَلاَ يُضِي الصبحُ الاَ من تَوَاصُلِنَا

وَيُظْلِمُ اللَّيْلُ إلاَّ مِنْ تَجَافِينَا

وَلَيْسَ يُطْمَعُ الاّ فِي صَبَابَتِنَا

وَيُقْطَعُ الْيَأسُ الاّ من تَسَلِّينَا

صُفْرٌ جَوَارِحُنَا حُمْرٌ مَدَامِعُنَا

سُودٌ جَوَانِحُنَا بِيضٌ مَوَاضِينَا

يَكَادُ قَارِئُنا آيَ الصَّبَابَةِ أن

يَلْقَى إلَى الصَّلْدِ آيَ الوجد تُلْقِينا

وَيَقْتَضِي الوَجدُ أن يَغْتالَ انفُسَنَا

آيُ الجَوَى وَالأسَى لَولاَ تَأسِّينَا