لذ بالكريم وسل منه الرضا كرما

لذ بالكريم وسل منه الرضا كرما

إن الكريم إذا استرحمته رحما

واجعل شفيعك مدح الهاشمي فما

جاب امرؤ فاغر بالمدح فما

ولا تقم شاهدا إلا الخلوص عسى

يكفيك ما قد بدا منه وما انكتما

ولا تمل لهوى الدنيا وزخرفها

فعن قريب ترى وجدانه عدما

هي الغرور فكم غرت أخا ثقة

بعهدا ولوت عن وعده عدما

وهي القتول فكم أفنت فتى علقت

بذيلها يده واستسمنت ورما

لم يصف موردها يوما لوارده

إلا وصيره وقع الدلا وخما

ولا غدا بهواها صبها كلفا

إلا وأعقبها الخسران والندما

فاحذر هواها واحذر نهج فتنتها

فهي التي ما سقت إلا أعقبت بظما

وآربا بنفسك عن أوخام لذتها

فهي التي ما شفت إلا أورثت سقما

كم جرعت غصصا استطيبت خبثا

واستمطرت نقما واستمرأت وخما

يا ضرة الدين يا دنيا الغرور أما

أنفت أن تجعلي ملاككي خدما

أيرتضي من له عقل ومعرفة

أن يستكين لربح مال منهدما

أو يرتعي حنظلا في مرتع وخم

أو يضرم الريح أو يستسمن الوخما

بيني ثلاثا فقد حرمتك أبدا

ومن يحل الزنا من بعد ما حرما

بصرت منك بما لم يبصروك به

أهلوك من قبح فعل عنهم كتما

فإن تشي واصلي أو شئت فانصرفي

فإن حبك من طي الحشا انصرما

غليك حسبي لقيمات أقيم بها

صلبا لطاعة مولى قدر القسما

غري بزورك غري غنني رجل

أبدل الشهود لعين الحق بعد عمى

ولست أرجو سوى مولى الملوك ومن

يرجو سواه ينال البؤس والنقما

قل للمسارعي لوى عنكن ضمّره

لا تتعبين فإن الرزق قد قسما

والسعي في الرزق والرزاق ضامنه

محض الخلاف فلم يستدبر الأمما

الرّزقُ يأتيك فاطلب ما خلقت لهُ

وكن قنوعا ولا تستقصي ما حتما

كنز القناعة كنز لا نفاذ له

وملكه عزّ أن يستخدم الخدما

لم يخلق الله من خلق بمضيعة

فضلا ومن فضله قد أسبغ النعما

يا خائفا من أفاعي الدهر تنهشه

أما ترى الدهر بالضدين قد حكما

يستعقب العسر بعد اليسر منكمشا

ويعقب اليسر بعد العسر مبتسما

لا تعتقد أن حالا دائما أبدا

من سره اليوم لاقى في غد الغمما

أأول الليل موصول بآخره

أم النهار محاه الليل فانعدما

ما بين خطوة فكر وارتجاعته

يغدو الظلام ضياء والضيا ظلما

وخير سعي الفتى غسداء عارفة

ووعي ذمة من لا يخبر الذمما

والشيب مصباح وعظ فاستنره لكي

تسري به في طريق الرشد محترما

دع ما يريب إلى ما لايريب وخذ

بالحق ترقى العلا مع جملة العلما

واعلم بأن الردى لا بد منه فكن

ذا أهبة كي لا تلاقي سيله العرما

ولازم الصمت واحذر بأن تبوح بما

في طي صدرك واحذر صحبة اللؤما

فعثرة الرجل يرجى أن تقال ولا

تقال عثرة من أبدى الذي اكتتما

وانهج إلى سبل الخيرات مفتتحا

باب الصواب تكن بالنجح مختتما

وجالس العلم وارم الجهل عن عرض

وارع الوفاء ولا تكن لمن ظلما

وحاذر العجب والكبر إن أطلعت وكن

للجة الذل والإخبات مقتحما

فزلّة أعقبت ذلا ومسكنة

أجل من طاعة قد أورثت شمما

وجانب أهل الأذى واحذر مكائدهم

وصاف أهل الوفا واستصلح الشيما

واحذر صديقك مهما استطعت فقد

يغدو عدوا فيبدي كلما علما

واشكر لمن قد غشت مغناك أنعمه

ولا يشكر الله من لا يشكر النعما

وطهر القلب من رجس الهوى وأفض

عليه ثوب التقى وابك الدموع دما

ومرغ الخد فوق الأرض ملتزما

حال الخضوع وكن بالذل متسما

ورتل الذكر آناء النهار وقف

بباب مولى الموالي واهجر الحلما

وراقب الله في كل الأمور ومن

يراقب الله إجلالا فقد عصما

واقدم بفقر على باب الكريم فما

خابت مطالب من بالفقر قد قدما

واقرع بأيدي الرجا باب القبول فما

خاب امرؤ أم باب الله مستلما

يا نفس لا تجزعي فالرحمة اتسعت

حتى قد أحاطت بمن بر أو ظلما

وإن جزعت من التفريط فارتقبي

شؤبوب عفو معد للذي جرما

ولا تخافي إذا ما كنت راحمه

فإنما يرحم الرحمن من رحما

إياك أياك من تعليل سوف فكم

أباد تعليلها من قبلكي أمما

إذا دعاك التقى أعرضت من صمم

وإن دعاك الهوى قلت له نعما

هل أنت إلا متاع الموت فارتجعي

وقدمي للقاه بالتقى قدما

فإنما أنت دين للفناء على

دنياك يقضيه دهر بالقضا حكما

أين الألى حمير الشم الكرام ومن

عز النزيل بهم واستولد الحرما

أين العتاة الألى اليونان من عظمت

أخلاقهم واستحاشوا الباس والكرما

أين الأكاسرة الشم الذين عتوا

واستفخروا شيما واستعظموا همما

أين الجبابرة الصيد الذين بغوا

واستفرشوا النجم لما استوطأ والغمما

أين الأقاصرة السوس الذين سموا

أين النبابعة الغر الألى العظما

أين الألى من بني عبد الغزالة من

أدوا القصور وسادوا إذ غدوا عظما

أين الكرام بنو العباس من حسنت

أعمارهم وزكت أخلاقهم كرما

أفناهم خالق الإنسان من حمإ

وسوف يحييهم من صور النسما

ألواحد الفرد بادي الكون معدمه

معيده جل مولى أوجد العدما

لم يفتقر لوجود وهو أوجده

كما أراد على مقدار ما احتكما

كل الوجود مشير بالخطاب له

لكن أسماعنا لم تستمع صمما

وكله مظهر أبدى شواهده

لكن بصائرنا قد قورنت بعمى

يا ثاني العطف فوق الأرض من فرح

أذكر هوالك تحت الأرض وابك دما

ويا قريرا بما أردت يداه له

تبت يداك أما أنت الرهين بما

ويا مقيما على عهد الشباب أفق

إن المشيب على الترحال قد عزما

لا تخدعن بشهد العيش تأكله

فأيّ سم بذاك الشهد قد كتما

من لي بجامحة لا تنثني بطرا

وكيف تثنى جموح تعلك اللجما

أمارة بالهوى لم تتعظ سفها

ولا ارعوت لمشيب حالف الهرما

ولا أعدت قرى ضيف إليها جنفا

ولا أنارت لساري رشدها علما

ولم تعر لأحاديث التقى أذنا

كلا ولا فغرت يوما بذاك فما

وما استكانت لداعي الخير بل جمحت

كل الجماح فواخسراه واندما

أنا الطريد الذي سدت مطالبه

أنا البعيد الذي أقصاه ما اجترما

أنا السقيم الذي أعيى أطبته

أنا المقيم على الجرف الذي أندهدما

أن المسيء الذي اسودت صحائفه

أنا الغررور الذي بالباطل احتزما

يا ويلتان ويا حسراه كم عميت

بصيرتي عن هواها والتوت همما

وكم غدوت لعطف الله معتنقا

كما ظللت لثغر الزهر ملتثما

وكم جلوت محيا البسط مغتبطا

كما جنيت ثمار الأنس مغتنمنا

وكم شممت مطيب العجب منتيا

من سكرة التيه ألوي ما رنا شمما

وكم أقمت على الآثار منهمكا

في ديرغي أرى رشدي فيها عدما

الله أكبر لم أكرم مراح هوى

إلا نصبت على بطحائه الخيما

ولا تركت بيت الصحب ركن غو

إلا وصرت لذاك الركن ملتزما

أستغفر الله مما قد جنته يدي

أستغفر الله مما أعمل القدما

أستغفر الله من قول ومن عمل

ساء الشهيدين لما أسخط الحكما

ما حيلتي ما جوابي إن سئلت وقد

أصبحت مجترما بالذنب متسما

أم كيف حالي وحالي حالك ويدي

صفر وبيض طروسي أصبحت حمما

أم كيف أدلي بذر بعدما شهدت

جوارحي بمساو تورث النقما

لكن ظني جميل بالجميل ومن

يحسن الظن في رحمانه رحما

فهو الجواد الذي استمطرت أنعمه

فامطرني واستحميته فحمى

وهو الكريم الذي يممته لهفا

فأمتني الخير منه والرضا كرما

وهو الغفور الحليم الغافر الملك ال

بر الرحيم اللطف المبدع النسما

وهو السميع البصير القادر ال

حكم العدل المعز المذل المحيي الرمما

وهو الذي جل عن زوج وعن ولد

وعن أب جل من بالقدرة اتسما

وهو الذي عز عن كيف وعن كفؤ

وعن شبيه وعن جسم قد ارتسما

قد عزز العقل لما إن أنا بارضا

وذل النفس إذ قالت أنا عظما

وأظهر الحق إذ جلا الشكوك كما

قد أرشد الخلق لما أنور الظلما

وأرسل الرسل إعذار فأعرب ع

ما قل أو جل أو ما حل أو حرما

وأنزل التذكير تفضيلا وأيده

أن أخدم الماضيين السيف والقلما

لا شيء يعزب عن إحصاء حكمته

فوحد الواحد الفرد الذي حكما

وكيف يعزب شيء عن إحاطته

وهو المريد لما قد قل أو عظما

يا حكم الحكما اكشف ما عترى بصري

بجاه طه الرضا يا أحكم الحكما

يا أحلم الحلما أغفر ما جنته يدي

إذ زلت الرجل بي يا أحلم الحلما

يا أخصم الخصما أكفف غيظ ذي حسد

قد رام تهلكتي يا أخصم الخصما

يا أكرم الكرما أنظرني بعين رضا

واختم بها عملي يا أكرم الكرما

يا أعظم العظما احسن حال منقلبي

والطف بعبد جنى يا أعظم العظما

يا أعلم العلما احشرني غدا فرحا

في زمرة العلما يا أعلم العلما

رحماك رحماك بي إني اضطررت وهل

إلاك يرحمني يا أرحم الرحما

فعافني واعف عني يا كريم بمن

سن الهدى ودعا الأعراب والعجما

محمد أحمد النور التقى قثما

طه الشفيع الشفيق المفرد العلما

أعلى الأنام علا أبهى الورى حسبا

أسخى الكرام يدا أزكى الورى همما

أزج أبلج أقنى الأنف مبتسم

عن مثل حب حيا أو در إنتظما

عبل الذراع ندي الكف أسمحه

ضخم المشاش سواء الصدر قد فخما

زاهي الجبين شنيب الثغر تحسبه

روضا تفتح بالأزهار غب سما

مهفهف القد سهل الوجنتين أرى

بدر الدجى فوق غصن البان قد نجما

عين الكمال كما العين عنصره

حاز السنا والبها والعز والكرما

يراه مولاه قبل الكون ثم له

سواه في صورة مودوعة حكما

لولاه لم يبد أرضا لا ولا فلكا

ولا كتابا ولا لوحا ولا قلما

ولا رعودا ولا برقا ولا سحبا

ولا رياحا ولا بحرا ولا ضرما

ولا ترابا ولا نبتا ولا شجرا

ولا وهادا ولا غورا ولا أكما

ولا أناسا ولا جنا ولا ملكا

ولا وحوشا ولا طيرا ولا نعما

ولا حياة ولا موتا ولا دعة

ولا حراكا ولا برءا ولا سقما

ولا صراطا ولا حشرا ولا صحفا

ولا حسابا ولا بؤسا ولا نعما

فهو الذي اختاره البارئ وصوره

إنسان عين العلا ضرام كل حمى

وهو الذي صبغ من نور الجمال ومن

نور الجلال فحاز الفخر والعظما

فرد جليل أراد الله مظهره

فأظهرته المعالي بدر كل سما

أناله الآية الكبرى ونوله

ما لا يطاول لو طال المطاول ما

وفيه أودع من أسرار حكمته

سرا غريبا بدا من بعد ما انكتما

وخصه بأمور ليس يدركها

فهم وهل تدرك الأفهام ما انبهما

هو أحمد المرتضى عدلا ومعرفه

وكيف نصرف من بالعدل قد علما

اختاره مطهرا للكون منفردا

لذاك لم ينصرف عما به وسما

نودي برفع مقام عز منصبه

لخفذ عيش فكان المفرد العلما

شخص هو الجوهر الفرد الذي جمعت

فيه المعالي لذا لم يلق منقسما

إسم حروف المعاني فيه قد ظهرت

وكل عال سواه حرفه اندغما

تلقاه منفردا في عز بهجته

كالضيغم استوطن الأشبال والأجما

وتشهد العين منه بين أسرته

يا قوتة لمعت في جوهر نظما

مكمل الذات معطار التحية ما

أبهاه مقتبلا ما أحلاه مبتسما

خير النبيين مبدأ الرسل خاتمهم

أعزز به مبدئا للرسل مختتما

إن كان عيسى أعاد الميت منتعشا

فالصلد في كف طه سبح الحكما

أو سيرت لسليمان الرياح فقد

سار البراق بطه من حمى لحمى

أو أوقف الطير داوود فقد وقفت

للمصطفى الشمس يوم الأربعا كرما

أو أن موسى أرى الطوفان منفلقا

فإن أحمد أبدى البدر منقسما

أو عادت النار بردا للخيل فكم

طفا الحبيب بآلا نوره صرما

أو صار نوح على الطوفان مرتقيا

فإن طه رقى أعلى العلا وسما

أو أن إدريس فوق الفوق مرتفعا

فإن طه بأفق القرب قد نجما

تجاوز الرسل أسماء ومنزلة

ولم يحاكوه لا ذاتا ولا شيما

وكلهم أصبحوا من بحره نقطا

أو أنجما في سماه من ضحى عظما

وعنه يحكون ما أبدت مظاهرهم

ومنه يقتبسون الحكم والحكما

لولاه ما خلقت عدن لآدم بل

لولاه ما حط شيث في العلا قدما

لولاه ما فاز إدريس برفعته

ولا نجا نوح من الطوفان حين طمى

لولاه لم ينج من عاد وجرأتها

هود وصالح في قومه احتكما

لولاه لم ينقذ الرحمن لوط ولا

وقي الخليل لظى النمرود إذ ظلما

لولاه لم يفد بالكبش الذبيح ولا

أجال في يوسف الألحاظ بعد عمى

لولاه ما أيد الباري شعيب ولا

أنجى الكليم من اليم الذي اصطلما

لولاه ما رد شمس الأفق يوشع بل

لولاه ما نال هارون الرضا وسما

لولاه ما نول الخضر الحياة ولا

أحاط اسكندر الأغوار والأكما

لولاه ما قاد داوود الجبال ولا

سرى سليمان فوق الريح واقتحما

لولاه ما كفي أيوب البلا ونجا

ذو النون من ظلم أعظم بها ظلما

لولاه ما نول الأسباط ما طلبوا

لولاه ما كان لقمان من الحكما

لولاه ما نال ذو الكفل الهدى وهدى

لولاه ما طار إلياس بأفق سما

لولاه ما اعتز مقدار العزيز وهل

غلا به زكريا عز واعتصما

لولاه ما عد يحي في الكرام ولا

أجل عيسى وأحيا باسمه الرمما

فهو الخليل الجليل المصطفى شرفا

وهو الحبيب القريب المجتبي كرما

يا من يشبهه بالغيم في كرم

أخطأت في الحكم إذ لم تعرف الحكما

ألغيم جاء بماء غير مبتسم

وذا بماء ومال جاد مبتسما

كذاك قلت بأ البدر يشبهه

ومن يشبهه بالبدر قد ظلما

ألبدر يرميه أيدي الخسف عن عرض

وهو الذي بيديه الخسوف رمى

ورحت تنعته بالظبي ملتفتا

والغصن منعطفا والزهر مبتسما

ضللت عن منهج الرشد القويم ألم

تستطيب التمر حتى تاكل العجما

لا كيد للغصن أن يحكي معاطفه

مهما انثنى وإذا ما رامه انفصما

ولا التفات لظبي شأنه خنس

ولم يزنه محيا بالضما التثما

ولا كرامة أن يحكي شذاه شذى

وكيف والطيب منه بالشذى نسما

لو كان للغيث جزء من ندى يده

لأغرق الأرض بالطوفان حين همى

أو كان لليث بعض من حماسته

ما خاف من قرته المقدام وانهزما

أو كان للشمس سهم من سناه لما

أجال زنج الدجى أفراسه الدهما

تالله ما علت الزرقا ولا وطئ ال

غبراء أرفع قدرا منه أو همما

كلا ولا حملت انثى ولا وضعت

كالمصطفى عظما ناهيكه عظما

تبارك الله ما أحلى شمائله

مهما بدا أو رنا أو ماس أو بسما

تحير العقل في إدراك صورته

فقال طورا هو الياقوت إذ نظما

وقال طورا هو الزهر الذي استبمت

عنه الرياض أو الغيث الذي انسجما

وقال طورا هو النور الذي محيت

به الدياجي أو الطيب الذي نسما

وقال طورا هو الدري في شرف

وقال طورا هو الورد الذي فغما

وقال من بعد ذا إن المحاسن قد

صارت له قسما أعظم بما قسما

ما درى أن سر الكون أجمعه

في مفرد فيا له فردا حوى الأمما

قد تم خلقا أو أخلاقا لو فرضت

محاسن ما تعدت شكله الشهما

ليث هلال غمام جوهر فلق

بأسا وجودا وهدبا واعتلا وحمى

تعسا لأهل الكتاب الجاحدين له

أما دروا أنه البادي الذي ختما

وما على الشمس من عمياء قد جحدت

وجودها وضيائها قد محا الظلما

فالسمع ينكر حسن الصوت من صمم

والأنف ينكر عرف الطيب إن زكما

كنكر كفك لمس الخز إن خشنت

ونكر قلبي معنى الأمن إن وجما

إمام صدق أرى ما كان محتجبا

وشمس حق جلا ما كان مبتهما

صلى الغمام وراء واحاته فلذا

كانت عليها تحيات الغمام بما

الله عظمه من غيره فلذا

لم يدعه باسمه بل بالكنى عظما

بدر ولكنه بالمأثورات أضا

بحر ولكنه بالمعلومات طما

تطابق البأس فيه بالندى كرما

فجانس العلم فيه الحكم والحكما

واستخدم العين جودا فهي جارية

وردها وسبىء وامتحاها وحما

وانبع الماء من بين الأصابع كي

يروي به الجيش لما أرهقوا بظما

وأشبع الألف بالصاع الفريد فلم

يشكون جوعا ولا ذاقوا له اللمما

وأوقف الشمس يوم الأربعاء إلى

أن أوقف العير بالوعد الذي انصرما

وردها لعلى بعدما غربت

حتى أضت ومحت أضواؤها الظلما

وقد كفى الجيش بالزاد القليل كما

روى بنزر حليب صحبه الزعما

والجذع حن له شوقا وخاطبه

والبدر شق له نصفين وانقسما

والجدل عاد له سيفا وفي يده

صم الحصى سبحت من قدر القمسا

والسوط أشرق نورا من سناه ولم

يبرح به عامر يستكشف الدهما

والغيم ظلله وانقاد حين دعا

طوعا له وعليه انهل وانسجما

وكدية الصخر أوهاها بضربته

والبيئر من يبس أجرى به الشيما

والذئب أفصح للراعي ببعثته

وقام من فوره يرعى له الغنما

والشاه بالسم أنباته وفي يده

أخضر اليبيس وأبدى زهره وسما

وأطلق الظبية الغراء حين وفت

وأنقذ الجمل الشاكي له الهرما

والضب خاطبه بالصدق معترفا

والصخر لان له إذ أعمل القدما

والعدق لباه لما إن دعاه كما

عليه صلى الصفا فاعتز واحترما

شفى بنفثته عيني علّي وقد

أعاد شق خبيب بالبصاق كما

ورد كف ابن عفرا بعدما انقطعت

بتفله وبه كم قد شفى سقما

ورد ساق عتيك بعدما كسرت

مجبورة ببصاق أبرأ الألما

وذلل الجمل الصعب القياد إلى

أن صار أطوع من ماء جرى أمما

بلمسه الشاة درت الحبيب وما

نزا على ظهرها فحل ولا التزما

مستيقظ القلب إن نامت محاجره

طلق اليدين إذ قطر الحيا انحسما

تفجرت بالزلال العذب راحته

والعود أينع فيها والطعام نما

والجن أخبر والكهان عنه بما

قد أنطق الصدل والشجار والنعما

وانشق إيوان كسرى عند مولده

مسرة إذ رأى النجم الهدى نحما

ولم تغض ساوة إلا لحسرتها

إذ لم يكن قد سقى سلسالها الحرما

ونار فارس إجلالا له خمدت

والنهر طوعا له عن جريه انفطما

وأخمد اللاة والعزة سناه كما

رمى يغوث ونسر الكفر فانهدما

ولم يدع صنما إلا وأسقطع

لوجهه من أعالي البيت حين رمى

وشد كشحا لطيفا مع حشا تربت

تحت الحجارة الذي التزما

ورام أن يشكر المولى على قدم

فقام يحي الدجى حتى زكت ورما

ذو التاج والحوض والبردين من دحضت

سيوفه المهلكين الخوف والعدما

أسرى به ليلة الإسراء خالقه

في موكب تابع الإجلال والنعما

وشق جبريل أحشاه وطهرها

بالثلج ثم بها قد أودع الحكما

وبعد ما شقه جبريل مر على

فؤاده بيد بيضاء فالتأما

وقال زنه ولكن لو وزنت به

جميع أمته لاجتازهم عظما

وقام جبريل يقتاد البراق له

كيما يرقيه مرقى قد زكا وسما

فعندما استصعب الميمون قال له

الروح الأمين أنب واسكن لتغتنما

ما ذا الذي بحبيب الله تفعله

وما امتطاك فتى إلا به كرما

فارفض محتشما من فعله عرقا

وانقاد مستسلما للخير مغتنما

فقال محتشما زدت الشفاعة لي

فضن له المصطفى فانقاد مغتنما

وسار من حرم البطحاء إلى حرم ال

بيت المقدس حتى جاز كل سما

وأم بالرسل والأملاك قاطبة

في محفل لم يكن إلا له رسا

وسار يخترق السبع الطباق إلى

أن قال جبريل سر يا من زكا همما

هذا مقامي وما لي للمسير يد

ولا أجاوزه يا مصطفى قدما

سر في أمان فإن الحجب قد رفعت

كيما ترى الحق يا خير الورى شيما

فسار منتصبا والنور يرفعه

حتى على الرفرف الأعلى كما احتكما

فقيل جز دون روع يا حبيب ودس

بنعلك البسط واشهد فضلي العمما

وكان قاب أو أدنى من منزله

عند الملك الكبير الأعظم العظما

وشاهد الله جهرا دون واسطة

ونال منه الرضا والعفو الكرما

فلا تقل كيف أو أين الشهود ولا

تضرب مثالا فمن سلم رضا سلما

أوحى إليه بما أوحى وخاطبه

بأنت عبدي فسد من ساد واعتصما

وعاد والليل لم ترحل ركائبه

ولا طوت راحة الأضوا له خيما

والغار أخفى عند من عداه وقد

رأوا على بابه سرحا سما وعمي

ولم يروا أن نسج العنكبوت ولا

بيض الحمام صيراه حمى

وصار حزب الهوى في الغار منتصرا

وصار حزب العدى بالخزي مهتضما

وسن للصدق والصديق نهج هدى

واعتد بالكفر للكفار طرف عمى

عموا وصموا ولم يشعر به أحد

وكيف يشعر أعمى لازم الصمما

كفاية الله كفت عنه كل يد

وصيرت ما حواه حله حرما

وصيرته مطافا للقلوب نعم

وشيدت ركنه فاعتز واستلما

ورفعت قدره عن كل مرتبة

وليس إلا عليه تنصب العلما

كم سلم البكم إفصاحا عيه وكم

أمال نحو الهدى لما دعاه السلما

وكم دعا جاحدا فانقاد مستمعا

وكم هدى تائها لم يتبع الرسما

وكم دحا صنما لما محا ظلما

وكم شفى سقما لما وفي ألما

ففي قتادة لما رد مقلته سر

غريب لمن بالنصرة اتسما

وفي سراقة إذ ساخ الجواد به

إظهار سلم ولولاه لما سلما

وفي حليمة إذ جاءت لترضعه

مظاهر أشهدتها أنه عصما

وفي خديجة لما جاء ميسرة

سر لطيف أراها قدره عظما

وفي صفية إذ في حجرها نظرت

بدر السماء دليل أوضح اللقما

وفي قتادة والعُرجون معتبر

لمبصر لم يزغ بل لاذ واعتصما

وفي بلال وفي سلمان معتمد

لما غدا عاملا فيه بما علما

وفي فضاله مع صفوان متضح

وفي الصحيفة إظهار لما كتما

وفي لبيد وفي المشط اعتبار فتى

ما زاغ عن منهج التقوى ولا حجما

وفي بحيرا وفي نسطور مستند

لمن غدا عنه ما أعيا به الحكما

وفي ركانه أو في غورث عبر

لذي البصيرة أنبت أنه اعتصما

وفي الصبية والوادي وناقته

شواهد لم يشاهدها غيور عمى

وفي الحمار وفي العضبا ودلدله

خوارق دمغت بالحق من خصما

وفي غراسته للنخل آي الهدى

قد أظهرت سر إعجاز لمن فهما

وأم معبد في مطوي قصتها

أدلة أعربت ما كان منعجما

وفي السفينة والضرغام كم ظهرت

مظاهر أظهرت ما كان منبهما

وكم حليب وكم ماء سقت يده

بلمسه الشاه أو تفجيرها الديما

وكم أبان عيوبا ليس يعلمها

إلا الذي باصطفاه أنطق القلما

وكم وكم لرسول الله معجزة

إعجازها في محيا الدهر قد رسما

آي النبيين لما إن مضوا قضيت

وآيه الباقيات الصالحات كما

آيات حق منيرات وأعظمها

نور الكتاب الذي قد أحكما الحكما

نور من الحق أعي كل مقتبس

ونجم هدي أحاط العرب والعجما

كم قد جلا ظلما عن قلب كل عم

وكم حوى آية جلا بها العمما

آياتي فصل ووصل نضدت شرفا

أبهى من الدر في سلك انتظما

نادت نزال الفرسان البيان وما

ألوت فكلهم ألقى لها السلما

ما رامها حاسد يبغي معارضة

رمته بسهم الغي فانفحما

ومن أراد استراقا رد مسمعه

رشد الشيطان بالنجم الذي رجما

يبلى الزمان ولا تبلى مآثرها

لأنها برزت في معهد قدما

أعظم به من رسول قام منتصرا

لله محتسبا بالله معتصما

بالعلم متزرا بالبشر محتبيا

بالحسن متصفا بالحلم متسما

سهل العريكه صعب البأس أحربه

مؤيدا قد أزاح اللوم واللمما

هو الشفيع إذا ضج الأنام ولم

يلقوا سواه شفيعا يكشف الغمما

من ذا يضاهيه أو من ذا يشابهه

والله تحت لواه يحشر الأمما

تؤمه الخلق طرا لا يذيق به

من هول يوم عبوس شيب اللمما

وكل شخص ينادي يا محمد سل

مولاك في أمرنا فالأمر قد عظما

أنت المشفع فاشفع في العباد فقد

طال الوقوف وشب الهول واضطرما

لا تجزعوا إن ربي اليوم رحمته

تعم كل امرئ لم يعبد الصنما

وينهض المصطفى من حينه عجلا

للحق مولى الموالي الأحكم الحكما

يأتي ويسجد تحت العرش مبتهلا

بما حوى من أسامي أحلم الحلما

ويحمدنه بما لم يحمدنه به

سواه في موقف الحمد الذي ارتسما

فعند ذاك ينادي يا محمد قم

واركب جواد المعالي وانشر العلما

فاليوم يومك قل ما شئت أسمعه

واشفع تشفع وسل تعط الرضا العمما

أنت الشفيع الوجيه المرتضى وأنا ال

بر الرؤوف الرحيم الأكرم الكرما

شهم تحجب بالأرماح موقفه

والليث من شأنه يستوطن الأجما

يا كم دحا بطلا يا كم أزاح ردى

يا كم وفي ضررا يا كم كفى غمما

في معرك عبس المران فيه وقد

تبسم العصب لما لاعب اللمما

وكحل النقع عين الشمس فانطمست

وسال دمع الدما في الأرض وانسجما

وطير القوس عقبان السهام إلى

أوكارها من جسوم الضلل اللؤما

والسيف ينسج في ليل الوغى جللا

لها طراز بسن العامل ارتقما

فالنصر في عذبات السمر مكتبب

والفتح في صفحات البيض قد رقما

وكل ثغر بحسن الذكر مفتتح

وكل وجه بسيما الخير متسما

ليث شجاع إذا ما الحرب شمر عن

ساق وكسر عن نابيه واحتزما

يؤم صفاء يوم بيضهم

فالفتح والنصر إن ركن القنا انحطما

من كل شهم على طرف كنجم دجى

يضىء نورا ويولي النار إن رجما

أسود حرب ولكن غيلهم أسل

يغتال أعدائهم طعنا إذا ازدحما

الملهمون دما الأعداء إن كتبت

سيوفهم سطر موت بالقنا انعجما

الرافعون منار الدين إن نصبوا

عوامل الخفض بالسيف الذي جزما

ألفاتحون بأقلام وسمر قنا

مطالبا أعجزت أغلاقها الحكما

ألمفزعون جفونا في الصباح وعى ال

مفزعون جفانا في المسا كرما

المهدمون من الأموال عمروا

ألعامرون من الأعمال ما انهدما

قوم إذا غرسوا في النقع سمرهم

وأنهلوها دماء أثمرت قمما

إن كلموا بمواضيعهم وألسنهم

فإنهم بلغاء أحكموا الحكما

وإن دجى نقعهم فوق الصفاح أرى

دخان ند على جمر قد اضطرما

قد أحرزوا السبق في مضمار معلوة

ما آنفك طائلها يستقر الهمما

وأسلموا في جنان الخلد أنفسهم

فاستوجبوا الربح لما سبقوا السلما

صيد دعاة كماة قادة نجب

غر سراة كرام سادة رحما

شموس حماة فحول غلب شهب

زهر بدور نجوم كمل علما

در بروق هداة أبحر سحب

زهر بدور شموس كمل علما

مكملون لهم في كل سابقة

آيات هدي بها العدوان قد رغما

هم البدور فسل عنهم ملاحظهم

أو الزهور فسل عنهم من انتسما

من مثل شيخ التقى الصديق خير فتى

بعد النبي الرسول المرتضى شيما

أو كالإمام أبي حفص الذي نزلت

آي من الذكر بالأمر الذي حكما

أو مثل عثمان ذي النورين من جمع الذ

ذكرى وقد كشف الأهواء والغمما

أو مثل حيدر باب العلم خير فتى

أقام رسم الهدى إذ كسر الصنما

أو مثل عميه أو سبطيه في شرف

أو مثل أزواجه أو كالبنين سما

أو مثل أصحابه والتابعين لهم

هيهات ليس تحاكي الأكمة الهرما

ألسادة الغر من أنبا بسؤددهم

نص الكتاب فهم سادتنا العظما

سادوا بصحبة من قد ساد وارتفعوا

فوق السماكين أو كانوا له خدما

من ذا يسشابههم أو يماثلهم

وهم هم الصيد والسادات والكرما

أم كيف يحكون في مجد به اتصفوا

والله في الذكر قد سماهم رحما

ولا ترجون ما يرتضيه لهم

ولا يخافون إن جيش العدا قحما

وكيف يخشى خميس قادة بطل

لو حارب النجم في علياه لانهزما

رمى البغاة بسهم الله معتصما

بحبله فأصاب الرأس والقدما

وقاد جيشا عظيما لو رمى جبلا

بيده انهز بعد الأيد وانهدما

وأم يجنف أملاك السما شرقا

لجانب لحناب المالك اهتضما

وسار يخترق الأرضين في أمم

تمر مر السحاب المحتوى نعما

فسل حنينا وسل بدرا وسل أحدا

تجدهما ما لأحزاب العدا هزما

أماط جهل أبي جهل بمجهلة

قد شيبت شبيه إذ أرضع النقما

وولدت للوليد الخزي حين طغى

وعاقبت عقبة إذ زل واحترما

ويممت بمخازيها أميتهم

وعاقبت عتبة إذ جاوز الحدما

ولم تدع كافرا إلا به كفرت

وفي القليب له قد قلبت ضرما

رماهم بسهام الحتف إذ غدروا

وما رعوا فيه لا إلا ولاذمما

فأصبحوا بالقنا والبيض مجزرة

للطير والوحش لما أشبهوا النعما

أحبب به بحبيب ما استعاذ به

مستعصم خائف إلا له عصما

برء السقيم إذا ما البرء أعضله

غوث الطريد إذا ما ريع أو وجما

ما شاء دهري انقلابا واعتصمت به

إلا اعتصمت بكهف عز معتصما

ولا رماني زماني عن قسي جفا

إلا وجدت ذراه جنة وحمى

ولا تصدع شملي واتسغثت به

إلا تجمع ذاك الشمل والتأما

ولا وهت ذمتي ثم استجرت به

إلا وجدت جورا يحفظ الذمما

حسبي به جنة للدهر أرصدها

مهما طغى أو بغى أو عاند أو ظلما

وكيف أخشى صروف الحادثات وقد

صيرت مدحي له ركنا وملتزما

دعني أحبر أصناف المديح به

تحبير روض سقاه المزن فابتسما

وأرقم الوصف فيه إنه حسن

والثوب بحسن إن نساجه رقما

وأنظم القول في أصافه دررا

فالدر يزداد حسنا إن هو انتظما

ولم يكن ذاك من وسعي ومقدرتي

لكنه فضل من قدر القسما

أراد من منطقي تحبير مدحته

ومن فؤادي أن يصفي الذي نظما

فقام نطقي امتثالا بالمديح كما

قد أخلص القلب طوعا للذي حكما

وليس في الحول أن أصفي مدائحه

لكن بتوفيق مولى أكرم الكرما

أقسمت من وجهه بالشمس حين بدا

والنور من ثغره المعسول إذ بسما

والفتح من يده البيضاء إذ سمحت

والنجم من فرقه الوضاح إذ نجما

لو أن الأرضين مع افلاكها ورق

وكل نبت على الغبرا آنبرى قلما

وكل ماء جرى جبر وكل فتى

من الخلائق أضحى كاتبا فهما

وجمعهم يكتبون الدهر أجمعه

لا يشتكون قصورا لا ولا سأما

لما حووا عشر ما جاء الرسول به

وكيف يحوون أمرا عنهم آنبهما

لكن تطفلت في مدحي عليه وما

خاب امرؤ قام يشكو الغيث حر ظا

ومن يؤم كريم الحي يمدحه

لا ينثني دون أن يستسبغ النعما

حاشاه أن يحرم المداح نائله

وهو الذي بالوفا والجود قد علما

أو ترجع اليد صفرا من مواهبه

وهو الذي سن نهج البذل للكرما

أو يرجع الجار فيه غير محترم

وهو الذي بجوار الخادم احترما

يا أسمع الناس في يوم النوال يدا

وأثبت الناس في يوم الغي قدما

وأكرم الرسل إتباعا إذا حشروا

وأوجه الخلق إن جاء الورى قيما

ومن هو العروة الوثقى لمتعصم

ومن هو الرحمة العظمى لمن وجما

ومن هو الغاية القصوى لمطلب

ومن هو الآية الكبرى لمن علا

ومن هو الأمن والحصن الحصين إذا

ما صال خطب وشب الهول واصطلما

حاشا مقامك أن يقصى أخا مدح

أناخ ضمره بالباب والتزما

أو أن تحجبه الأثام عنك وقد

أضحى بمدحك ما بين الورى علما

أم كيف ابعد والترحيب قربني

في نومه حسنت للحالم الحلما

أم كيف أقصى وقد أدخلتني كرما

لجنة الخلد في اصحابك الكرما

أم كيف أظمأ وقد أسقيتني نهلا

ماءا زلالا فراتا باردا شبما

فهي المرأى التي بالحق قد نطقت

وبشرتني بما جلت به التهما

لقولكم من رآني كان ما شهدت

عيناه حقا كما قد أخبر العلما

يا من إليه به منه استجرت أجر

جسمي من النار وامنحني الرضا كرما

ووف ديني وجد لي بالنوال وكن

عوني إذا حل وبل الخطب وارتكما

ومن بالعود للبيت العتيق عسى

اشاهد الحجر والآركان والحرما

والثم الترب والحصباء مغتنما

وأهصر الطلح والبانات والسلما

ويذهب الحنيف معنى الخوف من كبدي

وأغتدي بمنى في مأمن عصما

وأنثر الدمع في وادي العقبة لكي

به أرش ثرى في يثرب نعما

ويرتني ناظري القبر الشريف عسى

يجلو بلالائه عن باطني الظلما

واعتدي لثمار البشر مقتطفا

كما أصير لثغر الأنس ملتثما

وأرصف النوى في باب السلام وهل

إلا عيه أنيخ الأنيق الرسما

وأنشد المثل الأعلى لساكنه

من جاور البحر لم يستمطر الديما

يا رب وانصر لو الإسلام واحم به

أئمة الدين واخز الضلل اللؤما

وكن لعبدك مولانا الخليفة عث

مان المليك الجليل الضيغم الشهما

واحرس به حوزة الإسلام واحم به

معاقل الملك وانصر حزبه الزعما

وانصره نصرا عزيزا يا عزيزُ ولا

تكله طرفة عين وأوله النعما

واعضده وافتح له الفتح المبين وصن

بسيفه الزرع والأوطان والنعما

وصن حمى عبدك المسعود وارع له

ولاية العهد وارزقه الرضا العمما

واحفظه من كيد ذي عين وذي حسد

بما حفظت به أهل التقى العظما

والطف به واعف عما قد جنى كرما

واسعده واسعد به الأرضين والأمما

واغفر لأشياخي الزهر الهداة وجد

للمسلمين بعفو يكشف الغمما

وصن بني وإخواني وهب كرما

لوالدي رضا يستغرق الديما

أمرتني أن أقول ارحمهما فأجب

قولي لك ارحمهما يا ارحم الرحما

واخلف على ابن خلوف وآوليه مننا

توليه ما دام في الدارين خيرهما

واختم بخير ولقني الجواب وكن

في ظلمة اللحد نوري واكفني الضرما

وصل تتري على المختار ما خطرت

معاطف البان غذ عرف الصبا نسما

ووال سحب الرضا للآل تكرمة

ما استفتح النظم بالمدح الذي ختما