ما سل في الجفن سيف الناظر الشاكي

مَا سُلَّ فِي الجَفْنِ سَيْفُ النَّاظَرِ الشَّاكي
إلاَّ وَصَالَ بِبَتَّارٍ وفَتَّاكِ
أبَتْ لِحَاظُكِ إلاَّ أنْ تُرِيقَ دَمِي
فَعَنْ إرَاقَتِهِ مَا كَانَ أغنَاكِ
وَلَيْسَ ثَأرِي عَلَى عَيْنَيْكِ إنْ فَتَكَتْ
بَلْ يَهْنِنِي أنَّنِي مِنْ بَعْضِ قَتْلاَكِ
فِي كُلّ حَيّ صَرِيعٌ فِي هَوَاكِ فَلِمْ
أكْثَرْتِ يَا هند فِي الأحْيَاءِ صَرْعَاكِ
خَرَجْتِ بَيْتَ فُؤَادٍ قَدْ ثَوَيْتِ بِهِ
هَلاَّ عَمَرْتِ عَدَاكِ اللَّوْمُ مَثْوَاكِ
وَرُمْتِ إبْعَادَ مَرْمَى سَهْمِ مُقْلَتِكِ ال
وَسْنَى فَمَا ضَرَّ لَوْ قَرَّبْتِ مَرْمَاكِ
وَقَدْ قَضَيْتِ بِمُرّ الصَّدّ عَنْ غَرَضٍ
وَشَاهِدُ الحُسْنِ بِالإحْسَانِ حَلاَّكِ
فِي فِيكِ رَاحٌ وَشَهْدٌ ألْهَبَا كَبِدِي
واحرَّ قَلْبَاهُ إنْ لَمْ أرْتَشِفْ فَاكِ
وَفِي الجُفُونِ ظُبَاتٌ وَالعُيُونِ ظِبًا
وَاحَيْرَتِي بَيْنَ فَتَّانٍ وَفَتَّاكِ
حَذَّرْتُ نَاظِرَكِ المُغْرِي بِسَفْكِ دَمِي
لِمَا اقْتَضَى الحَالُ مِنْ تَحْذِيرِ إغْرَاكِ
فَنَكَّرَ الهَجْرُ تَمْيِيزِي بِمَعْرِفَةٍ
وَأعْرَبَ الوَجْدُ أفْعَالِي بِأسْمَاكِ
كَيْفَ السُّلُوُّ وَدَاعِي مُقْلَتَيْكِ دَعَا
وَقْدَ الغَرَامِ بِقَلْبِي حِينَ لَبَّاكِ
يَا كَعْبَةً حَجَّهَا قَلْبِي وَطَافَ بِهَا
هَلاَّ جَعَلْتِ صَفَا خَدَّيَّ مَسْعَاكِ
وَفِي مَحَارِيبِ صُدْغَيْكِ التِي انْعَقَدَتْ
أمْسَى تَهَجُّدُ طَرْفِي الخَاشِعِ البَاكِي
أنْهِي إلَى خَصْرِكِ الوَاهِي ضَنَى جَسَدِي
عَسَى بِرِقَّتِهِ يَرْثِي لِمُضْنَاكِ
وَأرْتَجِي أنْ تَجُودِي لِي وَلَوْ بِكَرًى
لِيَشْهَدَ الطَّرْفُ في الأحْلاَمِ مَرْآكِ
زُورِي اكْتِتَاماً بِلَيْلِ الشَّعْرِ وَاسْتَتِرِي
كَيْ لاَ يُبِينَ صَبَاحُ الثَّغْرِ مَسْرَاكِ
وَإنْ دَهَاكِ ظَلاَمُ الشَّعْرِ فَارْتَقِبِي
بُزُوغَ أنْوَارِ صُبْح مِنْ ثَنَايَاكِ
وَلاَ يَرُوعُكِ وَسْوَاسُ الحُلِيّ إذا
أخْفَيْتِ عَنْ وَحْيِهِ آثَارَ مَمْشَاكِ
وَلاَ يَهُولُكِ نَمَّامُ العَبِيرِ فَمَا
أخْفَاهُ مَسْرَاكِ إلا كَتْمُ لُقْيَاكِ
فَمَا أضَا الصُّبْحُ لَوْلاَكِ ابْتَسَمْتِ لَهُ
وَلا دَجَا اللَّيْلُ حَتَّى جَنَّ صُدْغَاكِ
ولا وشَى بِاللقَا وحْيُ الحُلِيّ سِوى
أنَّ الحُلِيّ حَكَى تَرْجِيع مَغْنَاكِ
ولا روَى عَنْبَرِيُّ الصُّدْغِ مُسْنَدهُ
إلا لِيَنْقُلَهُ عَنْ طِيبِ رَيَّاكِ
وَعَاذِلٍ رَامَ تَشْبِيهًا فَأفْحَمَهُ
دَلِيلُ حُسْنٍ أقَامَاهُ دَلِيلاَكِ
وَقُلْتَ تَرْجو شَبِيهًا وَهْوَ مُمْتَنِعٌ
وَلَوْ تُصَوِّرَ حُسْنٌ مَا تَعَدَّاكِ
فَإنْ حَكَى البَدْرُ زَاهِي وَجْنَتَيْكِ سَنًى
فَالْحُسْنُ يَشْهَدُ لِلْمَحْكِيَ لاَ الحاكِي
وَإنْ رَنَا الظَّبْيُ عَنْ جَفْنَيْكِ مُلْتَفِتًا
فَالسِّحْرُ يُوهِمُ أنَّ الظَّبْيَ جَفْنَاكِ
مِنْ أيْنَ لِلظَّبْيِ أصْدَاغٌ مُعَقْرَبَةٌ
تَحْمِي الشَّقِيقَ الَّذِي أبْدَاهُ خَدَّاكِ
وَكَيْفَ لِلظَّبْيِ أحْدَاقٌ مُلَوَّزَةٌ
تَعْلُو الوَشِيجَ الذِي هَزَّتْهُ عِطْفَاكِ
مَا البدرُ مَا الشَّمْسُ ما الظَّبْيُ الغَرِيرُ ومَا
زَهْرُ الرُّبَى وَغُصُونُ البَانِ لَوْلاَكِ
وَهَلْ سُعَادٌ وَسَلْمَى والرَّبَابُ إذَا
عُدَّتْ مَحَاسِنُ حُسْنَاهُنَّ إلاَكِ
تيهِي عَلَى الغِيدِ وَاسْبِي الزَّهْرَ بَهْجَتَهُ
فَالْغِيدُ وَالزَّهْرُ مِنْ أسْرَارِ مَغْنَاكِ
أعِيذُ بِالنَّجْمِ صَادَ اللَّحْظِ مِنْكِ كمَا
بِالنُّورِ وَالْفَجْرِ عَوَّذْنَا مُحَيَّاكِ
نَبَّتْ يَدَا زُمَرِ الْعُذَّالِ فِي قَمَرٍ
كَالشَّمْسِ مَا ضَرَّهَا خَنَّاسُ أفَّاكِ
تُرْكِيَّةُ اللَّحْظِ لَوْلاَ عُرْبُ مَنْطِقِهَا
مَا هِمْتُ وَجْداً بِأعْرَابٍ وَأتْرَاكِ
هَارُوتُ أجْفَانِهَا ألْقَى حَبَائِلَهُ
فَأوْقَعَ الْقَلْبَ فِي مَهْوَاةِ أشْرَاكِ
شَكَوْتُ سُقْمِي لِشَاكِي لَحْظِهَا فَرَنَا
شَزْراً وَقَالَ أنَا الْمَشْكُوُّ لاَ الشَّاكِي
وَصَالَ إذْ سَلَّ فِي الأجْفَانِ نَاظِرُهُ
مُهَنَّداً لِفُؤَادِي غَيْرَ تَرَّاكِ
مَلِيكَةَ الحُسْنِ رِفْقاً بِالفؤَادِ وَلاَ
تبغي عَلَيَّ فَإنِّي مِنْ رَعَايَاكِ
أنَزّهُ الطَّرْفَ عَنْ رُؤْيَا سِوَاكِ كَمَا
أوَحِّدُ القَلْبَ عَنْ تَثْلِيثِ إشْرَاكِ
- Advertisement -