هلا ترى الغيث قد فاضت مآقيه

هَلاَّ تَرَى الغيثَ قَدْ فَاضَتْ مَآقيهِ

عَلَى محمدٍ إذْ غَاضَتْ أيَادِيهِ

نَعَى محمد نَاعِيهِ فَيَا أسفي

قَدْ قَدَّ قَلْبَ المُغَنَّى نعيُ نَاعِيهِ

لهفي وَهَلْ نَافِعِي لهفي عَلَى ولد

بَاتَ الغمَامُ عَلَى الآفَاقِ يَبْكِيهِ

لهفي عَلَى ذَلِكَ المَوْلُدِ حينَ قَضَى

مِنَ الحِمَامِ عَلَيْهِ حُكْمُ قَاضِيهِ

تُرَى دَرَى الدَّهْرُ مِقْدَارَ الذي فَقَدَتْ

مِنْ نُور طلعته أبْصَارُ رَانِيهِ

وَهَلْ ثَنَى الدَّهْرُ غربا من محاسنهِ

فَكَانَ كَوْكَب شَرْق فِي ليالِيهِ

لاَ أعتب الزمنَ المُودِي بِسَيِّدِهِ

يَكْفِيهِ مَا قَدْ تَوَلَّى مِنْهُ يكفيهِ

بُنَيَّ لَيْتَك لَمْ تطلعْ عَلَى أفق

وَلَيْتَ بدرك لَمْ تُشْرِقْ دَيَاجِيهِ

سَقَى ضريحَك رِضْوَانٌ وَلاَ بَرِحَتْ

سَحَائِبُ العَفْوِ وَالغفرَانِ تَسْقِيهِ

نِعْمَ السَّحَائِبُ يَسْقِي وَبْلُ صَبِّيِهَا

نِعْمَ الضَّرِيحُ وَنِعْمَ البدرُ ثَاوِيهِ

كَانَ الزَّمَانُ لَهُ عرساً بِدَولَتِه

فَأحْسَنَ اللَّهُ للِدَّهْرِ العَزَا فِيهِ

وَصَبَّرَ اللَّهُ قَلْبَ الوَالِدَيْنِ على

مَنْ طَاوَعَ الحزنَ فِيهِ دمعُ عَاصِيهِ