وشادن تم حسنا وانثنى هيفا

وَشَادنٍ تَمَّ حُسْناً وَانْثَنَى هَيَفًا

فَأخْجَلَ الظَّبيَ وَالأقْمَارَ وَالبَانَا

لَمْ أدْرِ أنَّ عَلَى خَدَّيْهِ بُسْتَانًا

حَتَّى أبَانَ مِنَ الأعْطَافِ أغْصَانَا

وَلَمْ أصَدّقْ بِدَعْوَى سحرِ نَاظِرِهِ

حَتى أرَانِيَ حَبْلَ الشَّعْرِ ثُعْبَانَا

وَمَا تَحَقَّقْتُ أنَّ الْخَمْرَ رِيقَتُهُ

حَتَّى تَمَايَلَ فِي بُرْدَيْهِ نَشْوَانَا

ظَبْيٌ تَرَكَّتَ من غُصْنٍ وَمِنْ قمرٍ

يَا كَيْفَ حَتَّى بَدَا للعين إنْسَانَا

أحْوَى اللَّوَاحِظِ مَعْسُولَ اللَّمَى قمراً

حلُوَ الشَّمَائِل زَاهي الخَدّ وَسْنَانَا

مُوَرَّدُ الخَدّ مَا اخْضَرَّتْ غدَائِرُهُ

الاّ اكْتَسَى الروضُ مِنْ خَدَّيْهِ ألْوَانَا

ولا أرانَا رِيَاضَ الحسنِ وَاضِحَةً

الاَّ وَأرْسَلْتُ مِنْ عَيْنَيَّ غُدْرَانَا

مُكَعَّبُ النهدِ مَا مَالَتْ مَعَاطِفُهُ

الاَّ أرَاكَ عَلَى الخَيْزُورِ رُمَّانَا

وَلاَ نَمَا فِي أسِيلِ الخَدّ عَارِضُهُ

الا وَأنْبَتَ فَوْقَ الْخَدّ رَيْحَانَا

لَوْ كَانَ لِلشَّمْسِ جُزْءٌ من محَاسنهِ

مَا أطْلَعَ اللَّيْلُ فِي الآفَاقِ شُهْبَانَا

أوْ كَانَ لِلرَّوْضِ وَرْدٌ مِثْلُ وجْنتهِ

لَخِلْتُ فِيهِ سَوَادَ الهُدْب خِيلاَنَا

وَلَوْ سقي الصَّلْدَ مِنْ جِرْيَالِ رِيقَتِهِ

لأنْبَتَ الصَّلدُ نِسْرِينًا وَسُوسَانَا

يَقُولُ قَلْبِي لِعَيْنِي عِنْدَ رُؤْيَتِهِ

جَلَّ الَّذِي صَاغَهُ للعينِ إنْسَانَا