ألم يكفني شوق إليه وأدمع

ألم يكفني شوق إليه وأدمع

عليه إذا ما جادت الغيث أمسكا

وأني مذ فارقت لا ذقت بعده

محياه لم أصحب حميماً سوى البكا

إلى أن شكا حالاً غدوت لحملها

أكابد من همي به فوق ما شكا

وحرك أشجاني على أن في الحشا

لها باعثاً من نفسها ومحركا

فيا نازحاً أودى بقلبي ولم يزل

بإخلاصه في حبه متمسكا

وحقك لو عاينت ما في جوانحي

لساءك أو ما في ضميري لسركا

جوى لو غدا في حصن صهيون بعضه

تزلزل أو أخني عليه تدكدكا

وتوحيد وجد لو تقسم لم تجد

على الأرض في دين المودة مشركا

فصبراً على أني وقد غبت رمته

فلم ألق نحو الصبر بعدك مسلكا

فهل هو إلا البرق أومض موهناً

لديك ليحكي نار وجدي فما حكى

أو القطر يهمي وهو مذ شطت النوى

رأى عبرتي تجري فمثلها لكا

أو الشمس أخفت وجهها عنك كي ترى

وقد غبت عني وحشة الأفق بعد كا

عساك ترى الرأي الموفق بعدها

فإن الذي أغراك من قبل غركا