ذاك الفراق وان أصم مسامعي

ذاك الفراق وان أصم مسامعي

لم يخل من هذا اللقاء مطامعي

فلذاك لم يبلغ بي الظمأ المدي

حتى أعاد إلي العذيب مشارعى

لم ابقي بعد البعد لولا أنني

فارقت أحبابي بنية راجع

إن غبت عن دار همو بربوعها

فالي حمي نشأوا به ومرابع

ما الشأن في بين توقعت اللقا

في منهاه فكان اقرب واقع

الشأن في هذا الذي أخشى به

أن الحمام يكون عنهم قاطعي

قد كنت غبت وفي ضميري عودة

ورجعت بالأشواق رجعة طالع

والآن كيف يكون حالي ان نأت

داري وسرت إلى مكان شاسع

أأروم أن أبقي وان بعد المدي

هيهات ما أنا في البقاء بطامع

يا جيرة بعدوا وحاوا في الحشا

وعلى الحقيقة في أجل مواضع

لو لم تطو هذا التراب لما غدا

طهر اتباح به الصلاة لراكع

قبس النهار ضياء من نوركم

وبكم تالق كل برق لامع

وليهتدي السارى بنور سنا كمو

جدتم على بدر السماء الطالع

فسقي حمي شرفت بكم ارجاؤه

ما شاء من صوب الدموع الهامع

حتى يروى كالحيا هضب الحمى

ويفيض بين اباطح وأرجاع

يا سادتي قسماً بايام مضت

بكم وقد عادت إليه طائع

لو لم اعلل مهجتي بلقائكم

لم يستقر القلب بين اضالعي

خلوا فؤادي في الحمى ونواظرى

كرمالا ذكر عندكم بوادعئعي

قالوا الرحيل وما تملت باللقلء

عيني ولا امتلأت بغير مدامعي

فتيقنت روحي بأن مقاهلم

ان يصدق الحادي اشد مضارعي

ووقفت بين تأمل وتململ

يبدو السرور على فؤادي الجازع

حين أن لا أدري لقرب رائق

أذري المدامع أم لبين رائع

أهدى تحية قادم وتوهمي

قرب الترحل بالوداع منازعي

يامقلتي خل البكاء ليجتلي

بصري سنا هذا الضياء الساطع

فالحجرة الغراء قد لحت لنا

خوفاً على الأبصار تحت براقع

فتمتعي ولك الأمان من العمى

بمن اكتحلت بنوره المتتابع

بالله ياحادي الركائب سحرة

قف بالمطي ولو كنعسة هاجع

لأبث أشواقى واكتب قصتي

أسفا بدام من جفوني دامع

وعسى أقوم بباب حجرة أحمد

قبل الوداع مقام عبد خاضع

في موقف جبريل قام مسائلا

فيه الرسول معلما للسامع

حيث الملائكة الكرام تحف من

ذاك المقام بساجد وبراكع

وأقول يا خير الورى أزف النوب

وبدون نيل رضاك لست بقانع

أنا عبدك الجاني الذي لم اخش من

ذنبي العظيم وجاد ملك شافعي

أنت الكريم وليس سعي مقصر

في سعيد عند الكريم بضائع

لا تسال العرب الكرام نزيلهم

عما جناه ولو أتي بفظائع

هاجرت بل تاجرت فيك بمهجتي

شوقا وحبك كان جل بضائعي

فاملأ رحالي بالنوال لا نثني

مستغنيا عن باذل أومانع

إن لم تكن لشديد فقرى رافعا

عند الإله فما له من رافع

وافيت بابك حين ضاق بذلتي

ذرعي وخابت بالذنوب ذرائعي

أيضيق عن ذنبي وان ضاق الفضا

عنه حمى هذا النوال الواسع

ياسيدي ووسيلتي أنا خائف

من هول يوم ماله من دافع

ان لم تغثنى بالشفاعة في غد

القيته لشقاى غير مدافع

مولاي زودني فاني راحل

لضرورة قامت مقام موانع

سفري بعيد والذنوب كثيرة

وسوي رضاك على ليس بنافع

مع أنني أرجو الإياب وليس ذا

مما يعز على المشت الجامع

يا أكرم الكرماء ها أنا واقف

برحاء منشرح وخشية ضارع

أرجو وأخشي غير إني واثق

بندا يديك وثوق راجع قاطع

فامنن على بزورة أخرى عسي

أسعى إليك أمام كل مسارع

صلى عليك الله ما هبت صبا

وهفت غصون بالحمام الساجع

واعادلي هذى العهود على الحما

بين الضريح وبين منبر شافعي