وللحنين خريطة أخرى

 

أغرودتانْ

تتمايلانِ على بِساطٍ مِنْ جمانْ

ألوانه رقصتْ كعود السنديانْ

سكبتْ ضياءً لا زورديًا

شهىَّ المبتدا

والمِنْتهى

نيلاً تهدَّر مِنْ أعالي التّلِّ

مِنْ عبَقِ الزَّمانْ

أغرودتانْ

شَمسانِ في كَنَفِ الدُّجَى تتعانقانْ

تتخلصانْ مِنْ الرَّزانة

وانحناءات المكَانَ

نايانِ ينكَسرُ الأنينُ لديهما

يتهامسانْ

فيهمهمانْ

لكَأنَّما امْتشَقا ربيعًا طازجًا

كي يَنْقُشاهُ

على الحوائطِ

والمقاعدِ

دونما أي اتِّزانْ..

والكونُ يحتفل ابتهاجًا

ماجنًا

وفراشتا صَمْتٍ

على رجعِ الصَّدَى

تتغامزانْ

وتلملمان الزَّهوَ

حُسنًا

طاغيًا

وتعربدانْ

فيميلُ وجْهُ الصُّبحِ

يُسرِجُ خيلَهُ

ويطٍلُّ مِنْ ثُقْبِ الظَّلام عليهما

فيردِّدانْ:

كيفَ اكتشفتَ مكَانَنا

يا أيها الصُّبح المشاكسُ نبِّنا

نحن اختلقنا للحنين خريطةً أُخرى

وبايَعْنا التَّودُّدَ

والتمرُّدَ

وامتداد الحُلْمِ في رحِم الزَّمانْ

فلتَقْتَرِبْ

يا أيها الصُّبحُ العنيدُ

وَنَمْ هُنا

لنْ يبرحَ الليل الطويلُ عيونَنا

نمْ في أكُفِّ العاشقينَ…

لتستَريحَ علَى المدَى..!!