أشعار التالف

أفتّشُ عن فِكرة فاسِدة

أبلّلُ بها نُخورَ جُمْجمتي

العِجاف،

لُبّدةُ تخيّلاتي

لم تَنبسْ اليَوْم

بأي شَيْء ينفي الحَياة..

أيّ احتماليّةٍ

أنطعِجُ فيها بَيْن مِطرقةٍ

و سِنْدان،

نُخوري

تكفهرُّ بخِضَامِها.

نُخوري

حالةُ قُصور ذاتِيّ.

(كانَ يَصْحو

فيَسْهو عَنِ النّوم،

وإذا نام كانت نوْمة الكَهْف..

كانَ يَخْلقُ في الّليلة الواحدة

ألفَ فِكرة لفَهْم نَفْسه،

وكلّ فِكرةٍ زائغة..

“حيّةٌ تبتلع الأخْرى،

و ذلكَ أفضلُ لهُما.” (1)

و ذاتَ ليْلة..

دفنَ جَسدَه

في حديقةِ المنزل

فلم يَنْبُت مِنهُ شَيْء.

2

ذاكَ الدّخانُ المُبدّد

المُشرّد..

لا يجدُ مأوىً

يجمعُ شَتاتَه ،

غير صَدْري ..

ناقوسُ اليَباب.

في صَخبَي الصّامت

أخشَوشَنُ بدَعة

لعصياني البريء:

ليلةٌ قمراء،

كانت قدماها تتدلّى من على

طرَف الهلال..

عندما مسّت الأرض

سالَ الشارعُ من فوق حاجبيّ

كُحْلاً سَرْمديّاً

و غرقتُ في نَهْر الجنّة.

3

لَوْ ثُقِبْت السّماء

لضجّت هَجعْةُ

الفَضَاءِ

نَمْنمةً ..

و فاحَ داءُ البَشَر.

ها أنا ،

ألتحِفُ السّماء الكاذِبةَ

منذ ألف سنةٍ

مما تعدّون،

ولا تأتي!

أستجدي زُرْقتها

الصّفراء

فلا تميع!

تترفّعُ عنّي..

شاعرٌ مَهْووس

باحتفالاته ،

يؤرّخُ تلَفَه

أثَر المَوْتى

وإرْثَ القادمين.

ها أنا،

ألتفّ رأسَ دُمْيةٍ إسفنجيّةٍ

تراشقها أقدامُ متسكّعين

يفترشون رصيفَ السّفر..

هُناك، في الوَقْتِ الضّائع

.. أنامْ،

سريرٌ

ليس لديه

شيْء ليَخْسره.

4

لم يبقْ في المدينة

سوى الهواء..

وأنا..

مَغْموراً،

أفتّشُ عن جَدْوى!

و أهلوسُ نوباتٍ

تحاصرُني،

رغاءُ البَعير

يَنفُضُ حُنجرةَ القَيْظ.

ما أنحَلَني لا أبصقُ

إلاّ تبغاً!

من ذا لئيمٌ يُلقِمُني

زائغتَه:

ماذا عن تعليق

المَعْرفة،

تعطيلها.!

“فلم يعد أمامَنا

غير كلّ شيء”(2)

..النّومْ

تلك الخيانةُ الرائعة..