أرح طرف عين جفاها الهجوع

أرح طرف عين جفاها الهجوع

فإن عناء الجفون الدموع

إذا علم الصبر أن يخدع الع

زائم دهر لحظي خدوع

حسيت كؤوس الهوى سحرة

وساقى المنى لمرادي مطيع

إلى حين غايت نجوم الهدى

فكان لها في عذارى طلوع

وباتت تحث مطايا الغرام

فجالت بقيد الكلال المنوع

ربيئة قلبي عين لها

لسان من الدمع سرى يشيع

تحاربنا في مجال الصبا

يد للطلا من قناها الشموع

وظبي ترى في حجور القلوب

له توأم الحسن خدن رضيع

فلولا فؤادي له مسكن

لما كان تحنو عليه الصلوع

تقنعت بالوصل من طيفه

وكل محب لعمري قنوع

ولي حاجة عنده للجوى

وليس له غير ذلي شفيع

رهنت فؤادي على حبه

فما باله لرهوني يضيع

تجرد من لحظه صارم

لعمر اصطباري عليه قطوع

ولو لم يكن قاتلا للكرى

لما سال من مقلتي النجيع

بمرآة خديه أصداغه

تخال عذارا لصبري يروع

تقيل المحاسن في ظله

وماء الجمال لديه مريع

له بسط الروض ديباجه

ومدت عليه الخيام الفروع

وقد ردد الطير آياته

وللقضيب في جانبيه ركوع

كان الشقيق وستر الضباب

وزهر تبقى عليها هزيع

مجامر تبرعلاها الدخان

وقد أصبح الند فيها يضوع