خد الربيع من الحياء توردا

خَدُّ الربيع من الحَياءِ تَوَرَّدَا

خَجَلاً لِمَا أهْدَى إليه من النَّدَى

وبَنَفْسَجُ الكُثْبانِ أطْرقَ رأسُه

لَّما رأَى صُدْغَ الحبيبِ تجعَّدَا

وأرى الخريفَ اشْتَمَّ أنْفاسَ الشِّتَأ

فاصْفَرَّ مِنه خِيفَةً لمَّا بَدا

ورأَى جيوشَ سُيُولِه قد أقْبلَتْ

وعليه حُلَّةَ سُنْدُسٍ فتَجَرَّدَا

والسُّحْب تنْثُر لُؤْلُؤاً وغُصونُه

بأَكُفِّ أوراقٍ تُفَرِّقُ عَسْجَدَأ

والنَّجْمُ كحَّلَه الظلامُ بإثْمِدٍ

مُذْ خالَه في الجَوِّ طَرْفاً أرْمَدَا

رَوضٌ تبَسَّم للوُفودِ بمَبْسَمٍ

للرَّوضِ عَذْبِ المُجْتَنَى والمُجْتَدَى

ما ذَاقَ فيه السُّهْدَ إلاَّ ناظِرٌ

للنَّرْجِسِ الغَضِّ الشَّهِيِّ تَسَهَّدَا