قبلت مصطحبا شفاه لا كؤس

قبلت مصطحباً شفاه لا كؤس

والصبح يبسم لي بثغر العس

حتى غدت منه الغزالة واختفى

مسك الدجى عند الجواري الكنس

والنهر سيف بالنسيم فرنده

وله حمائل من خمائل سندس

أو صدر خود فتحت أطوافها

أو شققت للوصل حلة أطلس

والطير تشدو والغصون رواقص

في وشى ديباج الربيع السندس

وعلى الخلاعة ليس جيدي عاطلاً

من حلية المجد العزيز الأنفس

ولواحظ مرضى بها اعتل الصبا

والصب بالسقم المبرّح مكتسى

فتنت بأنفسها ففيها علة

من وجدها وفتور مهجور نسي

فلكم قطفت ثمار لهو أينعت

وغفلت عما قد جنى الزمن المسى

وطردت آمالي براحة عفتي

إن التمني رأس مال المفلس

رام التلمس نزر شعري برهة

فطرحته كصحيفة المتلمس

وكحلت طرفي بالسهاد صبابة

ووهبت نومي للعيون النعس

ونظرت خد الورد لما احمر من

خجل وقد بهتت عيون النرجس