ألا أبلغ عماد الدين عني

أَلا أَبلِغ عِمادَ الدينِ عَنّي

وَقَبِّل عِندَ رُؤيَتِهِ التُرابا

وَصِف شَوقي وَأَهدِ لَهُ سَلامي

وَأَحسِن في الدُعاءِ لَهُ المَثابا

وَقُل يا خَيرَ أَهلِ الأَرضِ نَفساً

وَآباءً وَأَرحَبَهُم رَحابا

بَعَثتُ أَبا الفُتوحِ إِلَيكَ فَاِجلِس

لَهُ وَاِرفَع لِمَقدَمِهِ الحِجابا

وَزِدهُ مِنكَ إِكراماً وَقُرباً

وَأورِدهُ خَلائِقَكَ العِذابا

وَراعِ حُقوقَ مُرسِلِهِ قَديماً

وَعَجِّل مَااِستَطَعتَ لَهُ الإِيابا

فَقَد وافاكَ مِن بَلَدٍ بَعيدٍ

وَقَد أَنضى الرَواحِلَ وَالرِكابا

فَإِنّي قَد بَعَثتُ بِهِ رَسولاً

إِلَيكَ وَقَد خَتَمتُ لَهُ الكِتابا

وَقَد وَكَّلتُهُ وَشَرَطتُ أَن لا

يُفارِقَ ساعَةً لِلحُكمِ بابا

وَتَأخُذ مِن كَمالِ الدينِ عَهداً

بِأَنَّكَ في الحُكومَةِ لا تُحابى

إِلى أَن يَستَقِصَّ جَميعَ دَيني

وَيَستَوفيهِ عَيناً أَو ثِياباً

وَها أَنا قَد ضَمَمتُ عَلى رَجاءٍ

يَدي وَجَلَستُ أَرتَقِبُ الجَوابا

لِأَنظُرَ ما يَكونُ مآلَ أَمري

أَأَخطَأَ فيهِ ظَنّي أَم أَصابا

فَإِمّا أَن أُضَمِّنَ فيكَ شعري

ثَناءً أَو أُضَمِّنَهُ عِتابا