ألا منصف لي من ظالم

أَلا مُنصِفٌ لي مِن ظالِمٍ

تَمَلَّكَني جورُهُ وَاِستَرَق

وَأَصبَحتُ مُرتَزِقاً راحَتَيهِ

وَبِئسَ المَعيشَةُ والمُرتَزَق

قَليلُ الصَوابِ إِذا ما اِرتَأى

بَذِيُّ اللِسانِ إِذا ما نَطَق

كَثيرُ التَحَيُّفِ في ظُلمِهِ

إِذا أَخَذَ اللَحمَ يَوماً عَرَق

يَضَنُّ عَلى الناسِ مِن بُخلِهِ

بِروحِ نَسيمِ الصَبا المُنتَشَق

وَلَو كانَ يَقدِرُ مِن لُؤمِهِ

حَمى الطَيرَ أَن يَستَظِلَّ الوَرَق

يُظاهِرُ لِلناسِ يَومَ السَلامِ

لِباساً جَديداً وَعَرِضاً خَلَق

وَيَنعَرُ في دَستِهِ مُجلِباً

فَتُقسِمُ أَنَّ حِماراً نَهَق

فَلا عِرضُهُ قابِلٌ لِلثَناءِ

وَلا عِطفُهُ بِالمَعالي عَبِق

وَلَيسَ لَهُ مِن سَجايا المُلوكِ

غَيرُ اللَجاجِ وَسوءِ الخُلُق

يُحاسِبُ ذَبّاحَهُ بِالكُبودِ

وَطَبّاخَهُ بِكِسارِ الطَبَق

وَإِن جِئتَ يَوماً إِلى بابِهِ

لِأَمرٍ عَرى أَو مُهِمٍّ طَرَق

يَقولونَ في شاغِلٍ

بِحِفظِ القُدورِ وَكَيلِ المَرَق

لَهُ مَنظَرٌ هائِلٌ شَخصُهُ

تُعَرُّ الوُجوهُ بِهِ وَالخِلَق

وَوَجهٌ إِذا أَنا عايَنتُهُ

تَعَوَّذتُ مِنهُ بِرَبِّ الفَلَق

تَجيشُ إِذا ذَكَرَتهُ النُفوسُ

وَتَنبو إِذا نَظَرَتهُ الحَدَق

وَيُكسِبُهُ ظُلمُهُ ظُلمَةً

تُعيرُ النَهارَ سَوادَ الغَسَق

فَلَيتَ دُجى وَجهِهِ المُدلَهِمِّ

مِن دَمِ أَوداجِهِ في شَفَق

يَمُدُّ يَداً قَطُّ ما أَسلَفَت

يَداً وَفَماً دَهرَهُ ما صَدَق

يَداً أَغلَقَت بابَ آمالِنا

بِوَدِّيَ لَو أَنَّها في غَلَق