ألا من لمسجون بغير جناية

أَلا مَن لِمَسجونٍ بِغَيرِ جِنايَةٍ

يُعَدُّ مِنَ المَوتى وَما حانَ يَومُهُ

يُرَوِّعُهُ عِندَ الصَباحِ اِنتِباهُهُ

وَطوبى لَهُ طالَ وَاِمتَدَّ نَومُهُ

جَفاهُ بِلا ذَنبٍ أَتاهُ صَديقُهُ

وَأَسلَمَهُ لِلهَمِّ وَالحُزنِ قَومُهُ

وَأَرخَصَ مِنهُ الدَهرُ ما كانَ غالِياً

عَلى مُشتَري الأَحزانِ في الناسِ سَومُهُ

فَيا اِبنَ الدَوامِيِّ الَّذي جودُ كَفِّهِ

عَميمٌ وَفي بَحرِ المَكارِمِ عَومُهُ

وَلِيُّكَ ضامَتهُ اللَيالي وَقَد يُرى

حَراماً عَلى الأَيّامِ وَالدَهرِ ضَيمُهُ

فَزُر عائِداً مِن يَومُ لُقياكَ عيدُهُ

فَقَد طالَ عَن تِلكَ الوَظيفَةِ صَومُهُ

وَقَد كُنتَ قِدماً مُشفِقاً مِن مَلامَةٍ

فَما بالُهُ قَد هانَ عِندَكَ لَومُهُ