أياعضد الدين شكوى فتى

أَياعَضُدَ الدينِ شَكوى فَتىً

عَلى دَهرِهِ واجِدٍ عاتِبِ

يَمُتُّ إِلَيكَ بِما لا يَمُتُّ

بِهِ اليَومَ مَولى إِلى صاحِبِ

لَهُ مَديحٌ فيكَ مَشهورَةٌ

تَدُلُّ عَلى حَقِّهِ الواجِبِ

كوشي الرِياضَ جَلاها الرَبيعُ

وَالعِقدِ في عُنُقِ الكاعِبِ

تَسيرُ شَوارِدُها الغُرُّ فيكَ

سَيرَ المَطِيَةِ بِالراكِبِ

إِذا شاهَدت نادياً غبتَ عَنهُ

دَلَّت عَلى فَضلِكَ الغائِبُ

فَيُثني عَليكَ لِسانُ الحَسودِ

بِإِنشادِها وَفَمُ العاتِبِ

فَكَيفَ تَوَخَّيتَهُ مُصَمياً

بِسَهمِ تَجَرُّمِكَ الصائِبِ

وَكانَ خَطيبَ مَعاليكُمُ

فَأَسكَتَ شِقشِقَةِ الخاطِبِ

يُقارِعُ مِن دونِ أَحسابِكُم

بِصارِمِ مِقوَلِهِ القاضِبِ

حَديقَةُ مَدحٍ رَماها شَواظُ

تَناسيكَ بِالفادِحِ الحاصِبِ

عَهِدتُكَ تَمنَحُ قَبلَ السُؤالِ

فَتَبهَرُ أُمنِيَةَ الطالِبِ

وَما زِلتَ ذا أَنفٍ أَن يَبيتَ

جارُكَ ذا أَمَلٍ خائِبِ

فَما لَكَ أَعداكَ طَبعُ الزَمانِ

فَجُزتَ عَنِ السَنَنِ اللاحِب

وَأَخلافُ جودِكَ ما بالُها

أَبَت أَن تَدُرَّ عَلى الحالِبِ

فَإِن كُنتَ تَعرِفُ حَقَّ الجِوارِ

وَإِلّا فَحَبلي عَلى غارِبي

وَتَعلَمُ أَنّي كَثيرُ العِيالِ

قَليلُ الجَرايَةِ وَالواجِبِ

وَلَستُ عَلى ظَمَئي قانِعاً

بِوِردٍ مِنَ الوَشَلِ الناضِبِ

وَلا شَكَّ في أَنَّني هارِبٌ

فَدَبِّر لِنَفسِكَ في كاتِبِ