شكري لسيب نوالك الغمر

شُكري لِسَيبِ نَوالِكَ الغَمرِ

شُكرُ الرِياضِ لِوابِلِ القَطرِ

يا مَن أَمِنتُ بِجودِ راحَتِهِ

ما كُنتُ أَحذَرُهُ مِنَ الدَهرِ

بِنَداكَ يا اِبنَ أَبي المَضاءِ مَضى

عَنّا زَمانُ البُؤسِ وَالعُسرِ

وَبِجودِ شَمسِ الدينِ أَسفَرَ لي

حَظّي وَعادَ مُسالِمي دَهري

لَولا الأَميرُ مُحَمَّدٌ دَرِسَت

سُبُلُ الهُدى وَمَعالِمُ البِرِّ

رَبُّ السَماحَةِ وَالفَصاحَةِ وَال

إِقدامِ وَالمَعروفِ وَالبِشرِ

عَبَقُ الشَمائِلِ في سِيادَتِهِ

حُلوُ الفَكاهَةِ طَيِّبُ النَشرِ

غَمرُ الرِداءِ خَلَت جَوانِحُهُ

لِلناسِ مِن حِقدٍ وَمِن غِمرِ

يَجلو الظَلامِ ضِياءُ غُرَّتِهِ

وَتَغارُ مِنهُ مَطالِعُ البَدرِ

مُتَواضِعٌ لِعُفاتِهِ كَبُرَت

أَخلاقُهُ وَعَلَت عَنِ الكِبرِ

ذو عَزمَةٍ كَالنارِ مُضرَمَةٍ

وَخَلائِقٍ كَالماءِ وَالخَمرِ

وَيَدٍ يُقَصِّرُ دونَ غايَتِها

في الجودِ جودُ الغَيثِ وَالبَحرِ

يا اِبنَ الأولى ناطوا مَناقِبَهُم

بِمَعاقِدِ العَيّوقِ وَالنَسرِ

أَنتَ الَّذي جَلَّلتَني نِعماً

لا يَستَقِلُّ بِعِبئِها شُكري

كَم مِنَّةٍ أَولَيتَني ضَعفَت

عَن حَملِها لَكَ مُنَّةُ الشِعرِ

مازِلتُ تَسحَبِ في ثَرى أَمَلي

كَرَماً سَحابَ عَطائِكَ الثَرِّ

حَتّى غَدَوتُ بِوَصفِ جودِكَ مَك

دودَ القَريحَةِ مُتعَبَ الفِكرِ

ضاقَت مَعاذيرُ الزَمانِ بِما

في الناسِ مِن بُخلٍ وَمِن غَدرِ

أَحصاهُمُ عَدَداً فَما اِشتَمَلَت

مِنهُم جَريدَتُهُ عَلى حُرِّ

فَاليَومَ قَد أَضحى بِجودِكَ مَغ

فورَ الذُنوبِ مُوَسَّعَ العُذرِ

فَكَأَنَّهُ لَيلٌ تَبَسَّمَ مِن

لَألاءِ وَجهِكَ عَن سَنا فَجرِ

سَكَنَت لِأَوبَتِكَ القُلوبُ وَكا

نَت مِن تَطاوُلِها عَلى ذُعرِ

وَحَلَلتَ زَوراءَ العِراقِ كَما

حَلَّ الغَمامُ بِماحِلِ لقَفرِ

فَكَأَنَّ طَلعَتَكَ الهِلالُ تَرا

ءَتهُ النَوَظِرُ لَيلَةَ الفِطرِ

فَتَمَلَّ شَهرَ اللَهِ مُغتَبِطاً

بِبَشائِرِ الإِقبالِ وَالنَصرِ

كُلّاً نُهَنّيهِ بِمَقدَمِهِ

وَبِكَ الهَناءُ لِمَقدَمِ الشَهرِ

وَأَصِخ إِلى عَذراءَ ناهِدَةٍ

حَلِيَت بِمَدحِكَ حُرَّةٍ بِكرِ

مِدَحاً كَأَنفاسِ الرِياضِ سَرَت

وَهَناً تَفُضُّ لَطائِمَ العِطرِ