قد فنيت في هواكم عددي

قَد فَنِيَت في هَواكُمُ عُدَدي

عَنِ اِصطِباري وَخانَني جَلَدي

وَأَنكَرَت عَيني الرُقادَ فَما

تَعرِفُ غَيرَ الدُموعِ وَالسَهَدِ

يا جامِعَ الهَجرِ وَالفِراقِ مَعاً

عَلى مُحِبٍّ بِالشَوقِ مُنفَرِدِ

لا تَلقَ بَعدي عَلى جَفائِكَ ما

لَقيتُهُ مِن ضَنىً وَمِن كَمَدِ

أَغراكَ بِالفَتكِ أَنَّ مِن شَرعَ

الغَرامَ لَم يَقضِ فيهِ بِالقَوَدِ

وَأَنَّني في هَواكَ مُعتَرِفٌ

بِأَنَّ عَيني الَّتي جَنَت وَيَدي

أَقامَ لي خَدُّكَ الدَليلَ بِما

ضَرَّمَهُ مِن جَوىً عَلى كَبِدي

إِنَّ مَرايا الإِحراقِ تُحرِقُ ما

قابَلَهُ نورُها مِنَ البُعُدِ

أَما وَطَرفٍ يُصمى الخَلِيُّ بِهِ

سِهامُهُ لِلقُلوبِ بِالرَصَدِ

وَعارِضٍ مُذ عَلِقتُهُ عَرَضاً

عَرَّضتُ قَلبي لِلهَمِّ وَالكَمَدِ

لَو لَم يَكُن مُؤذِناً بِحَربي ما

قابَلَني وَهوَ لابِسُ الزَرَدِ

وَالثَغرِ كَاللُؤلَؤِ النَظيمِ وَإِن

غادَرَ دَمعي كَاللُؤلُؤِ البَدَدِ

رَشَفتُ مِنهُ فَأَيُّ حَرِّ جَوىً

أَعقَبَني رَشفُ ذَلِكَ البَرَدِ

إِنَّكَ مَع قُوَّةٍ عُرِفتَ بِها

أَكثَرُ ثَبتاً مِنّي عَلى جَسَدي