كم أنفق الأيام في خدمة

كَم أُنفِقُ الأَيّامَ في خِدمَةٍ

أَحرَزتُ فيها صَفقَةَ المُخسِرِ

وَلَيلُ حَظّي ما اِنجَلى صُبحُهُ

وَغَرسُ مَدحي بَعدُ لَم يُثمِرِ

في كُلِّ يَومٍ سَفَرٌ راتِبٌ

إِلى مَكانٍ شاسِعٍ مُقفِرِ

كَأَنَّني مِن حَرِّهِ واضِعٌ

أَخمَصَ رِجلَيَّ عَلى مِجمَرِ

يُثبَرُ بِالمَشيِ كِعابي فَما

أَوقَعَ ما سُمِّيَ بِالمَثبِرِ

عَقَدتُ مُذ حَلَّت حُمولي بِهِ

عَلى اِحتِمالٍ لِلأَذى خِنصِري

لَو حَلَّهُ ذِئبُ الفَلا مَوهِناً

ذاقَ الرَدى وَالصُبحُ لَم يُسفِرِ

هَذا وَكَم فيهِ حَوالِيَّ مِن

إِبطٍ مُصِنٍّ وَفَمٍ أَبخَرِ

وَليسَ شَكوايَ سِوى أَنَّني

أَنظُمُ دُرّاً ما لَهُ مُشتَري

وَأَنَّني أَرجو نَدى مَعشَرٍ

أَخسِس بِهِم في الناسِ مِن مَعشَرِ

سُدىً إِذا أَجرَمتُ لَم يَقبَلوا

عُذري وَإِن أَحسَنتُ لَم أُشكَرِ

لا يَتَواصَونَ بِأَمرٍ بِمَع

روفٍ وَلا يَنهونَ عَن مُنكَرِ

أَيُّ دَمٍ ما طاحَ في أَرضِهِم

وَذِمَّةٍ لِلَّهِ لَم تُخفَرِ

يُعجِبُهُم مِنّي إِذا جِئتُهُم

ما يُعجِبُ الأَكرادَ مِن جَعفَرِ

كَأَنَّني أُنقَلُ ما بَينَهُم

مِن مَلَكِ المَوتِ إِلى مُنكَرِ