يا قاصدا بغداذ جذ عن بلدة

يا قاصِداً بَغداذَ جُذ عَن بَلدَةٍ

لِلجَورِ فيها زَخرَةٌ وَعُبابُ

إِن كُنتَ طالِبَ حاجَةٍ فَاِرجِع فَقَد

سُدَّت عَلى الراجي بِها الأَبوابُ

لَيسَت وَما بَعُدَ الزَمانُ كَعَهدِها

أَيّامَ يَعمُرُ رَبعَها الطُلّابُ

وَيحَلُّها السَرَواتُ مِن ساداتِها

وَالجِلَّةُ الرُؤَساءُ وَالكُتّابُ

وَالدَهرُ في أولى حَداثَتِهِ وَلِل

أَيّامِ فيها نَصرَةٌ وَشَبابُ

وَالفَضلُ في سوقِ الكِرامِ يُباعُ بِال

غالي مِنَ الأَثمانِ وَالآدابُ

بادَت وَأَهلوها مَعاً فَبُيوتُهُم

بِبَقاءِ مَولانا الوَزيرِ خَرابُ

وارَتهُمُ الأَجداثُ أَحياءً تُها

لُ جَنادِلٌ مِن فَوقِها وَتُرابُ

فَهُمُ خُلودٌ في مَحابِسِهِم يُصَب

بُ عَليهِمُ بَعدَ العَذابِ عذابُ

لا يُرتَجى مِنها إِيابِهِمُ وَهَل

يُرجى لِسُكّانِ القُبورِ إِيابُ

وَالناسُ قَد قامَت قِيامَتُهُم وَلا

أَنسابَ بَينَهُمُ وَلا أَسبابُ

وَالمَرءُ يُسلِمُهُ أَبوهُ وَعِرسُهُ

وَيَخونُهُ القُرَباءُ وَالأَصحابُ

لا شافِعٌ تُغني شَفاعَتُهُ وَلا

جانٍ لَهُ مِمّا جَناهُ مَتابُ

شَهِدوا مَعادَهُمُ فَعادَ مُصَدِّقاً

مَن كانَ قَبلُ بِبَعثِهِ يَرتابُ

حَشرٌ وَميزانٌ وَعَرضُ جَرائِدٍ

وَصَحائِفٌ مَنشورَةٌ وَحِسابُ

وَبِها زَبانِيَةٌ تُبَثُّ عَلى الوَرى

وَسَلاسِلٌ وَمَقامِعٌ وَعَذابُ

ما فاتَهُم مِن كُلِّ ما وُعِدوا بِهِ

في الحَشرِ إِلّا راحِمٌ وَهّابُ