أغنية للجزائر

من أزقة المدينة يصّاعد هزيم النهار

والنهارُ يستيقظ في أسرّة الأطفال

مُبعثر الخصل

يحملُ خُفَّهُ

ويسير

يلطخُ بالفضة الدروب.

صخبُ النهار يطعنُ أعلامَ المساء

يُسرجُ أعوادَ القصب

الدربُ تأكل الأقدامَ الصغيرة

وأنا أسير

بلا ليلٍ

وطني ورائي

والرياحُ قافلتي الكئيبة

** **

أبطالنا يحلمون

خلف العتبة

والسيفُ يعانق الجرح

من سراديب الرعب

يتسللُ ضوؤُنا شامخاً

كعصفور

أكثرَ دفئاً من عنقِ طفل

فاعبري يا أفراسَنا المخمورةَ برزخَ الموت

اجمحي

أيقظي الحجر.

** **

مطرٌ ولا ربيع

مطرٌ على بلادي، مطر

افتحوا الأبواب، مطرٌ على بلادي.

اعجنَّ يا نساء وهران

خبزاً للعائدين

رَصِّعْنَ السراويلَ بالقصب.

** **

ألفُ حصانٍ يصهلُ في دمي

أتدرّعُ بموتي

أرضعُ جوعَ الذئاب

أمتطي شعرَ الريح

ألبسُ الليل

مطرٌ ولا ربيع

اجززْنَ شعورَكن يا نساء

نواحَكنّ يا نساء

واغسلِ الأرض يا نبيذَنا

لحمُ أطفالِنا وليمة

لحم أطفالنا يفرخُ الرعب،

قوسُ الرعبِ فوق المدينة

يُبحرُ في عينيك يا وهران،

حِزَمُ المأساة

في ظهورنا

مظلّتنا موت

موتنا مطر.

** **

هذيان…

الغرابُ يعانق جناحه

والدمُ ينبع من الأرض

الصلبة

** **

هذيان…

أَلبِسُكِ

أَشربُكِ أيتها الحرية.