الطوفان

إنك من الزرّنيخ يا سيّدي،

أفتح فمي كلَّ صباح وابتلعُ جزءاً منك

ولم تنته.

قلت سيأتي يوم أتوحّش فيه

وأفترسُك

ثم أستريح.

جميع أدوية العالم لن تمنحني

تلك الفرصة،

لا أُشنة البحار ولا بخور الأولياء.

وأديان العالم؟

هل نسيتك حقًا؟

نسيت بغالك وسياطك،

نسيت ذلك المسلخ العظيم

التاريخ

الذي يقال له شرفاتي؟

قرأت مجدك، وبالسياط رُدّت الصفحات

أطعمتُ كنوزك لحمي وعظمي،

فلم تشب.

وليلي ليل، ومصابيحي عجفاء.

قلت،

أنهب الزيوت المقدّسة

علّها تعيد أبصارنا

لكنك امتطيت جوادك وطرت إلى الصحراء