توسلات

(1)

أتوسّلُ إليكْ..

أن لا تقفَ بين كتابي وبيني

بين ضوءِ عيني..

وعيني..

بينَ كُحلي.. وهُدبْي

بين فمي.. وصوتي

فهذا ظُلْمٌ لا أحتملُهْ…

(2)

أتوسّلُ إليكْ

أن لا تقفَ بين مرآتي… ووجهي

بين قامتي… وظلّي

بين أصابعي… وورقتي

بين فنجان القهوة.. وبين شفتي..

بين قميص نومي..و شراشفِ سريري

فهذا استعمارٌ لا أحتملُهْ..

(3)

أتوسّلُ إليكْ

أن لا تطحنَني

بين التزاماتي العاطفية نحوكْ..

والتزاماتي التاريخيّة نحو قبيلتي..

بين وصايا أبي العشرْ

ووصاياكَ العشرْ…

بين قُبُلاتِ أمي المضرّجة بالعسلْ

وقُبلاتِكَ المضرّجةِ بالجنونْ…

(4)

أتوسّلُ إليكْ

أن تأخذَ حقائبكَ من فندق ذاكرتي

والجرائدَ… والكُتُبَ السياسيّةْ..

التي كنتَ تنساها في سيّارتي

وأكياسَ الحلوى بالنعناع

التي كنتَ تشتريها

لتسترضي طفولتي…

(5)

أتوسّلُ إليكْ

أن ترفعَ يديكَ عن أجزاء الزمنْ

وعن ترتيب أيامي..

فلقد أعطيتكَ السبتَ.. والأحدْ

وأعطيتكَ الثلاثاءَ.. والأربعاءْ

والصيفَ… والشتاءْ

والوقتَ الذي تكونْ

والوقتَ الذي سوف يتكوّنْ..

فيا أيها الاقطاعيُّ

الذي يتجولُ على حصانهِ فوقَ شرايين يديّ

ويمسكُ بيديهِ مفاتيحَ عمري

ويختمُ على شفتيّ بالشمع الأحمرْ

أتوسّلُ إليكَ للمرّةِ الألفْ

أن تمنحَني حريّةَ الصراخْ

وأن لا تقفَ بيني وبينَ الغيومْ

عندما تمطرُ السماءْ…