إلى امرئ القيس في طريقه إلى الجحيم

لي جمرٌ

لهذه الليلة

ثمة مدفأةٌ أبسطُ نحوها يديّ

وأصغي إلى عاصفةٍ ترود في الظلام كضبعةٍ شبِقة

عويلها الفاجعُ لم يعد يُطربني..

أصغي

لكي أسمع الصحراءَ تُغنّي

وليس صهيل أميركا المُتعالي كألف حصانٍ جريحٍ

من حولي، إلى عصرٍ آخر سفّتهُ يدٌ قويَّةٌ في الرمل

في ذلك الفم الفاغر للزمن حيث الأطلال

دائماً بانتظار

المناسبات

بسَقْط الَّلوى. بين الدَّخولِ فحَوْمَلِ. إنَّها دائماً هناك

إنَّها دائماً أصواتٌ ومن التيه إلى التيه

تثرثرُ الريحُ في ودياننا كامرأةٍ هَرِمة لنا بها علاقة رحيمة

ولا نريدها

أن تموت

في الغرب كنا أم الشرق نضرب واحداً

بأسداس الثاني ونقول

«ضيّعني أبي صغيراً» أجل ضيّعني ولن أستريح

«اليوم خمرٌ، وغداً أمرٌ» تقول الريح

ولي خمرٌ وجمرٌ ومُعلَّقة

قد أهزِم بها جنياً يزدريني في مثل هذه الساعة

لا يقبل التأخير محمَّلاً بكلِّ ضغائني

ليعلمني أسرار السَّوادِ في سراديب سويدائي

وهذا الغسق اللعين، المُتكاثف ظلاً فظلاً

ليعلم أنَّني أحلم في آخر قطرة ترشح من سدولهِ

بأنواعِ الهُموم، بأنواعِ الهُموم!

بالرمال، بتيماء خيالي، وبكَ أنتَ أيضاً، بكَ

وبالمصير

أيها الملك الهارب من ذلك الوغد

المنذر بن ماء السماء…

ذلك الوغد الذي ليس اسماً يُطاردنا حتى باب الجحيم

ذلك الاسم الأجوف كالطبل، ذلك الطاغية، ذلك

العبد.

ذلك الوغد، إنّهُ دائماً هُناك.

ذلكَ الظلّ الذي يحتلُ زاويةً في القلب ولن يَنزاح

كزردك المسموم («هدية» من «صديقك» ملك الروم)

إنَّه هناك.