بورتريه للشخص العراقي في آخر الزمن

أراهُ هنا، أو هناك:

عينُه الزائغة في نهر النَكَبات

منخراهُ المتجذّران في تُربة المجازر

بطنه التي طحنتْ قمحَ الجنون في طواحين بابل

لعشرة آلاف عام…

أرى صورته التي فقدت إطارها

في انفجارات التاريخ المستعادة:

عدوّ يدمّر أور. خرابُ نيبور. يدمّر نينوى.

خرابُ بابل. يدمّرُ بغداد.

خرابُ أوروك.

صورتُه التي تستعيدُ ملامحها كمرآةٍ

لتُدهشنا في كلّ مرّة

بقُدرتها الباذخة على التبذير.

وفي جبينه المغضّن، مثلَ شاشة

يمكنك أن ترى طوابيرَ الغُزاة

تمرُّ كما في شريطٍ بالأبيض والأسود.

اعطهِ أي سجنٍ ومقبرة، اعطه أي منفى…

سترى المنجنيقات تدكُّ الأسوار

لتعلو في وجهكَ من جديد.

وبأي وجهٍ ستأتينا، هذه المرّة، أيها العدوّ؟

بأيّ وجه،

ستأتينا أيها العدوّ،

هذه المرّة؟