خلقت هياكلها بجرعاء الحمى

خلقَت هَياكِلُها بِجَرعاءِ الحِمى

وَصَبت لِمَغناها القَديم تَشَوّقا

مَحجوبَة سَفرت وَأَسفَر صُبحها

وَتَجَرَّدت عَمّا أَجدّ وَأَخلقا

وَتَلَفّتت نَحوَ الدِّيارِ فَشاقَها

رَبع عَفَت أَطلالُهُ فتَمَزَّقا

وَغَدَت تردّدُ في الفَضاءِ حَبيبها

فَيَروم مُرتَبِعاً يَروق المُرتقى

وَقَفَت تُسائِلُه فَرَدَّ جَوابَها

رَجعَ الصَّدى أن لا سَبيلَ إِلى اللّقا

فَشَكَت بِعَينِ الحالِ مَعهَد عَهدِها

أَسَفاً عَلى شَملٍ مَضى وَتَفَرَّقا

فَكَأَنَّما بَرقٌ تَأَلّق بِالحِمى

ثُمَّ اِنطَوى فَكَأَنَّهُ ما أَبرَقا