جرحي البلاغة

يابسمة الفجر النديّ تناسلي

‏وهِمي على ثغر الظما وسرابي

‏وتجاهلي عند الشروق هواجسًا

‏عنها أُقشّع خيبتي وضبابــي

‏وتناغمي وتنفسي وترنّمي

‏إنّي أراكِ مغانمي وثوابي

‏هل تدركين الصدق فيّ لتكرمي

‏كلَّ ابتهالٍ بثَّهُ محــرابي ؟!

‏خلف الكواليس اشتعال طلاسمي

‏ومن السرائر والنجومِ ثقابي

‏ماجئتُ في بحر الحياةِ سفينةً

‏الموج فيها عابثٌ ومُرابـي

‏مازلت سرًّا خافيًا يجتاحني

‏ليلُ الغموض يطوف في جلبابي

‏أدنيتُ فكري حين جاهر لغوُهم

‏وسفورهم يُجلي بهاءَ حجابي!

‏لاسرَّ عندي غير أن طفولتي

‏عفويَّةٌ علقت بلوحِ كتابي

‏ونضارةُ الأطفال تسكن عالمي

‏وعقولهم يسمو بها إعجابي

‏لحديثهم أرهفت حسًّا مولعًا

‏فتلألأت بنعيمهم أهدابي

‏حرب التناقض خضتها بسلاسةٍ

‏سيفي الطموحُ ومؤنتي ألعابي

‏متكهّنون تنبؤوا بنهايتي

‏متهافتين على حديث ذهابي

‏وأنا سُكوني خادعٌ ومضلّلٌ

‏تصفُ العواصف مامدى إعرابي

‏منذ انتزاعي لي كريشةِ طائرٍ

‏ظنَّ اغترابي خيبةَ الأسرابِ

‏كضحيّةٍ أدركت نصري لاحقًا

‏جرحي البلاغةُ والمجازُ خضابي!