شاعرة

وأنا أعيرُ الغيم وجهي : ماطرهْ

‏عمّقت للقمح القشيب أواصرهْ

‏أناقصَّة :يهذي الزمانُ بنصفها

‏رغم اكتمالي في فصولٍ عاثرهْ

‏قالوا مجازًا :بالغرور ستنطوي

‏بصفاقةٍ للناس قالوا : ساحِــرهْ!

‏عفريتُ حرفي حاضرٌ رغمَ الأذى

‏جنيّةٌ في الضوءٍ أبدو :شاعـــرَه!!

‏كفكفت صمتي في انتباهةِ منطقي

‏وانثالت الأنهارُ فيهِ : مجَاهِرَهْ !

‏ومضيتُ أسبقُ مشيتي بتأملٍ

‏للبؤس قبلي خطوةٌ هي فاترَهْ

‏ولقيتُ نفسي صدفةً في زهرةٍ

‏لأضوع بالكون الفسيح مُغامِرَهْ

‏أو من ثنايا العشب أصبغُ لوحتي

‏خضراءَ كي يفشي الربيع مآثِرَهْ

‏هي هكذا قصصي مع الغيمِ ابتدت

‏هي هكذا : أطوارها : متواترهْ !

‏هي وثبةٌ ؛ نحو الوجود تأهّبت

‏غاياتها ترجو ثواب الآخِرهْ !

‏من قالَ أن : الوعي فيهِ مَهانـةٌ

‏أو أن من تُبدي السكوت : مفاخِرَهْ!

‏هي فكرة لبست عباءة ناسكٍ

‏لكنها في العمق حقًّا :ماكـــرهْ !

‏كم لاذ ذو جهلٍ بهيبة صمتهِ

‏واغتيلَ بالصوت الفصيحِ :عباقرهْ !