الروض باكرها الغمام وهزها

الروض باكرها الغمام وهزها

روح النسيم فغنت الأطيار

وتعانقت أغصانها وتبسمت

منها الزهور وفاحت الأنوار

وبدا للألحان الحمام ترنم

باسم الجليل المجتبي المختار

والي الولاية حافظ باشا الذي

من حسن سيرته المجالس حاروا

بالحق والعدل المنير علاله

صيت له فوق السماك منار

فالحلم فيه سجية مشهورة

ولذا بدا من عفوه الاكثار

خدمته أيام السعادة والرضا

فاموره وفق القضا تختار

ما هم بأمر قط الا ناله

ما للصعوبة في مناه مدار

فيمينه من كفها نبع الهنا

وشماله للمجرمين قرار

ذو فكرة وقادة وفراسة

وجسارة منه الليوث تواروا

يبدي بثاقب فكره ما لم يكن

في طوق انس لم يشنه عواز

ضبط الامور وصان سبل نجاحها

في طوعه كل العباد تجاروا

فازت طرابلس به وتزينت

وتباشرت بقدومه الاسوار

بسط الهنا والأمن في أرجائها

فغدت تشد لقطرها الاوقار

نادى منادي العز في اكنافها

فتهللت لندائه الاقطار

ولذا الورى من كل أقليم انو

فكأن مكة بالحجيج تزار

وكأن مغناطيس أفئدة الورى

قطب بمركزها اليه يشار

يا من أردت سلامة ونزاهة

ورياضة تزهو بها الانظار

فاقبل على الزهر طرابلساً وعش

في ظل والٍ نعم ذاك الجار

واشرب هنيئا وساترح فيها ودع

مصراً وقل ما الهند ما البلغار