أنا الذي اخترت آل الشام لي ندما

أنا الذي اخترت آل الشام لي ندما

فغادروني سخين العين وا ندما

تقاسموا عين مالي فاحترصت على

قلبي فجارت عليه العين فانقسما

ما كان أجمل صبري بين أنصلةٍ

أحدُّها الأعينُ الوسنانةُ السَّقَما

مررت بين المواضي لا أرى قدمي

فما أراق دمي إلا عيون دُمَى

صرَّحت يا جورَ جيراني بغدرك لي

وأنت يا لحظَ خلاني غدرتَ وما

لقد تشفَّت قلوب الحاسدين بنا

وخاننا الدهر يا لمياء واحتكما

فكان أصعبَ ما لاقيت هجرُك لي

وكان أسهلَ ماعانيت جورُهما

أجرى الفوارس ما أجرى المدامع ما

فمال طرفك يُجري ماءها عَنَما

إن كان هجرك من نوع الدلال فما

أحلى وطيب منه يا دلالُ لَمى

جوري به جورَ مولود يحب ولو

أعيى أباه ووشَّى أمه الهرما

ولا تبالي بميل المال وانتحبى

على مجوهر شملٍ زال وانفصما

ردَّ النحيبُ عليك العقد مكتملاً

لكنه كان يا قوتاً وصار دما

هذا الذي تركته الشام منتثراً

وذاك ما أخذ الظُلّامُ منتظما

ما دام في جيدك الوضاح ملتمعاً

طوق السلامة لم نحفل بما عدما

قومي انظري كيف تنهال الشآم على

سكانها واطلبي من غيرها حرما

إن كان في الشام لم يسلم لنا وطنٌ

فمصر فيها لدى المولى السعيد حمى

خير الملوك أباً أسخى الملوك يداً

أنقى الملوك رِداً أذكى الملوك فما

ملك متى قام للرحمن منتصراً

أمات بالروع قبل السيف من ظلما

ما ماج موج المنايا في صوارمه

إلا وأغرق من ناواه مضطرما

يضاعف النظر الأخبار عنه ومن

لا ينظر الدر لم يعرف له قيما

تدرع العدل طفلاً والعفاف فتى

وثلَّث الفضل والتقوى وزانهما

وما ثنى عزمَهُ عن بيت خالقه ال

عام الذي بنحوسٍ عمَّتِ اِتُّهِمَا

نال المُنى بمِنى والسعد يخدمه

وزار طه ووشَّى البيت والحرما

وفاز فوزاً عظيماً وانثنى ثملاً

جذلان كالصب عاطاه الحبيب لمى

ليت الذي صنع المرحوم والده

بالشام علمها أن تحفظ الذمما

دكت فواجرها داري ولا عجبٌ

قد دكَّ قومُ يزيدَ الركنَ والحرما

ونددوا ببنات المصطفى ورموا

رأس الحسين وضحُّوا آله الرُحَما

وأشبعوا الوحش من أنصاره وأبوا

أن يدفنوا بسوى أرواثها الرمما

مولاي جلقُ والأخيارُ تعرفها

حنت إليك حنين الطفل منفطما

ألا تعيد عليها الأمنَ مبتسماً

وأنتَ في عرشها للناس منتقما

أبوك أهلك شطراً من فواجرهم

فصفه بيتاً بشطرٍ آخرٍ كرما

من يتبع الحق لم تعثر له قدمٌ

ومن تخلق بالآباء ما ظلما

ترى أُلامُ على الشكوى وقد بلغ ال

سيل الزبى وتناهى الخطب بي عظما

أم يعذر الحرُّ عبداً قل ناصره

فجاء والأرض فرشٌ والغطاءُ سما

دامت لطلعتك الأيام باسمةً

ودمت يا علم الدنيا لنا علما