بنورك ضاء البر وابتهج اليم

بنورك ضاءَ البر وابتهج اليمُّ

وفارق كلّاً منهما الجور والظلمُ

عدلت بتقسيم الحظوظ عليهما

كما عدلت في بر أولادها الأم

فللبحر بحرٌ منك أمواجه الندى

وللبر برٌّ منك أبراجه الحزم

وللناس روض من مزاياك عاطرٌ

إذا زاره المذكوم عاد له الشم

تأرج فيه اللطف والظرف والوفا

وأينع فيه العدل والفضل والحلم

رحلت رحيل البرء عنها فما دنا

خيال الصفا منا ولا رحل السقم

فهل تشرق الأوطان منك بعودةٍ

فيشرق منها في مدامعه الخصم

وهل بعد يوم البين يومٌ تعيده

لنا كالدراري البيض أفراسك الدهم

يقولون هذا العام نحس على الورى

فقلت على الشام التي عمها الغم

ولكن على دار السعادة والصفا

فعامٌ سعيدٌ زانه أسعد الشهم

بلغت المنى منها فلا تقطع الرجا

من العودة الحسنى التي كلها غنم

وخذ من قريضي ما سما الشعرَ كلَّه

ثلاثةَ أبياتٍ بها خُتِم النظم

بستة أشطارٍ نؤرخ ستةً

وستين تاريخاً يفصِّلُها الرقم

فما أنت إلّا العادل الفاضل الذي

له العرب العرباء تخضع والعجم

وزيرٌ سخٍ برٌّ عزيزٌ مجمَّلٌ

بدرآبةِ الحلم النفيس أبٍ قرمُ

بريعٌ يباهي بالتقى الصدق راحهُ

بشوش يحرّي رأيه الحزمُ والعزمُ

يباهي البرايا كلل الخير عامه

وحيّاً بخيرٍ لم يزر زهوه العدم