جلت نجوم ثناياها عن الشهب

جلّت نجوم ثناياها عن الشهب

وجل شهد لماها عن دم العنب

ونزه اللَه طيباً فاح من فمها

عن أن يقاس بطيب المندل الرطب

لا تحسب المبسم المحمرَّ كأس طلاً

فلا يُشَبَّهُ ما يحواه بالحبب

الثغر يا قوتة في خرتها لعسٌ

لو ذاقه الرجل الفاني لعاد صبي

لو أن للراح ما للريق من شرفٍ

أعطيت للراح روحي قبل مكتسبي

ولو رأيت رضاب الكرم أكرم من

رضاب ليلى سقيت الكرم بالضرب

عرِّش عليَّ بكرمٍ من ذوائبها

أعطيك فيه كروم الروم والعرب

وعاطني ذرة من راح ريقتها

وخذ به ألف قنطارٍ من الذهب

إني لأكره راحاً لا يماذجها

ريق الحبيب ولو ردت علي أبي

وأشتهي لو تمص النائبات فمي

بمصةٍ من رضاب المبسم العذب

راح السرور بأفواه البدور فخذ

مافي الثغور ودع ما للغرور خبي

واشرب على خد من تهوى مراضبه

واترك ورود الربى فالورد فيه ربي

فإن عطيت على قدر المحبة من

ريق الحبيب فهذا غاية الأرب

وإن حباك قليلاً من مكارمه

لا تعجبن فما في ذاك من عجب

لو كان يعطي الفتى استحقاقه لعطي

روفان شامية الأولى من الرتب

فهو المعد لإذلال اللئام وإع

زاز الكرام وكيد الحادث اللجب

وهو النبيه النبيل الفاضل الفطن ال

بر الجليل سليل السادة النجب

وذو اليراع الذي لو شاء يحصر حب

بات الرمال لأحصاها بلا تعب

وقيس رأيٍ ينال المستعين به

ما لم ينله ببيض الهند واليلب

عن ذاته عزت المريخ ما أفلت

وبهجة الزهرة الزهراء لم تغب

فتلك ثالث أبراج السماء لها

وذاك في الأوج يدعي ثالث الشهب

فكل مرتبةٍ تحواه أرخها

محسودةً أبداً من أول الرتب