هذا هزار حديقة الورد

هذا هزار حديقة الورد

أم خال خد رشيقة القد

ذات اللمى العذب التي قتلت

عشاقها بمرارة الصد

من لا يروق لها متيمها

حتى يموت بعلة الوجد

فدّيتها وإن ابتغت عندي

بجوانحي وبكل ما عندي

شاميةً بعيونها حورٌ

يُزري عيون الريم والفهد

ما أبهر الدجال عاذلها

إلّا بياض جبينها المهدي

قالوا لنا والشام بلدتها

إن الذي بجفونها هندي

فعلمت أن اللَه أرسلها

لتذل أو لتضل أو تهدي

وجلا علينا خالها لنرى

إنسان عين الشمس في الخد

وحياتها وحياتها قسمٌ

عندي يكيد من ابتغى عندي

لأقربن فمي إلى فمها

وخديدها النادي إلى خدي

ولو استشاط خميسها غضباً

وأقر بين خيامها لحدي

يا ربة الخلخال والعقد

وأميرتي في الحل والعقد

في النار أم في النور خالك أم

في مارجٍ من حمرة الخد

ته وافتخر يا أيها الندي

واللَه ما لك قط من ند

بك تفضل الوجنات أخوتها

والكل من حمّالة الورد

كالشام تفضل كل عاصمةٍ

بالشهم عبد القادر الفرد

مولى أبٍ تأبى صوارمه

إلّا رؤوس أيمة المجد

وتكاد لا تُسقَى إذا عطشت

أفراسه إلّا دم الأسد

حيث السيوف البيض تخطر في

روض الحتوف بميسمٍ وردي

وسليل طه من شمائله

متنشئٌ ريحانة الخلد

لا يبتغي بقتاله نشباً

إلّا رضاء المبدع المبدي

إن الأمير محط ناظره

رب القنا لا ربة العقد

وهو الذي يولي السليب ولا

يعتاض غير الشكر والحمد

وهو الحفيظ على مودته

في الحالتين القرب والبعد

ودعاه يستسقَى الغمام به

ويحنّن المولى على العبد

والسطو محدودٌ برحمته

ونداه مبذولٌ بلا حد

وكأن روح اللَه في فمه

يحيي به من شاء أو يردي

يا خير من صلى وصام وقا

م الليل من حرٍّ ومن عبد

قد أعظمت منك العلى قمراً

متنفساً من عنصر المهدي

فاسلم لها ولنا وعيد يا

عيد الوجود وكوكب السعد

فجميع أعياد الورى دررٌ

منظومةٌ لعلاك كالعقد

واحمد فاجر الصوم جادكه

من فيه أنزل سورة الحمد