يا ساكن اللحد صار اللحد رضوانا

يا ساكن اللحد صار اللحد رضوانا

لما حواك وصار الدمع طوفانا

وأغرب الحسن والإحسان عن بلدٍ

كانت تسميك فيه الناس حسانا

أين الأحبة والخلان يا ولدي

وأين من خلتهم في الضيق أعوانا

غابوا وغبت ودام القلب في حرق

لو مس ماء الحيا أجراه نيرانا

يُمثِّلُ البارق العلويُّ ثغرَك لي

فيقلب المدمعَ الدريَّ مرجانا

إذا رأيت من الكتّاب طائفةً

ولم أجدك بها ألفيتها جانا

يا بهجة العمر ما للعمر بعدك من

عيشٍ ألذ به سرّاً وأعلانا

يا أطيب الناس أخلاقاً وأمنعهم

جاراً وأرفعهم للمجد بنيانا

قد أصبح الموت عندي مركباً سهلاً

فلا أحاذره إن غاب أو دانى

خير التعازي لنا تقواك يا ولدي

فقد أعدَّت لك الفردوس إيوانا