يا موت غاب كرى عيني وخلاني

يا موت غاب كرى عيني وخلّاني

لما فتكت بأحبابي وخِلّاني

وزال صبري وهل يبقى له أثرٌ

وأنت تُردِفُ أحزاناً بأحزان

ولم تدع نار قلبي تنطفي وعلى

كانونها سال دمعي سيل طوفان

خطفت روزا ومحبوبي نجيب ولم

تقنع وثلَّثت يا قاسي بسوسان

تلك التي كان في الخمسين رونقها

كأنه قمرٌ في نصف نيسان

واحسرتاه على سوسان وا أسفي

على التي سوسني كانت وريحاني

على مهفهفة كالرمح تحسدُها

لو أن للبان عيناً مقلةُ البان

حسناء بيضاء يكسو وجهها شفقٌ

كالورد إن لمحتها عين إنسان

كأنها أخت ظبي من ظرافتها

ومن محبتها التقوى أخت مطران

تبكي مخافة باريها وما ارتكبت

ذنباً فنحسبها ورشان بستان

وكلما ذكرت أولادها سقطت

دموعها فحكت حباتِ مرجان

إليك يا موت عنا ليس نطلب أن

نبقى للذة عيشٍ أو لسلوان

لكن لنبكي على هيفاء كم سَكَبت

من الدموع على آلي وخلاني

لا سيما الشهم إبراهيم صولة وال

مهاة ليلى التي ما شانها شان

إن الوفا واجبٌ يا موت نعرفه

لا ينكر الحق إلّا كل خوّان

واللَه إن دموعي لا يكفكفها

إلّا ضريحي وتوشيحي بأكفاني

وربما دمت أبكي في الضريح على

ودودةٍ أصبحت قوتاً لديدان

اللَه يغنيك عن جنات مصر بجن

نات النعيم الذكي يا نفس سوسان

فأنتِ أنت التي يرجى النعيم لها

يا أطهر الناس من قاصٍ ومن دان