تسعرتا وقد دنتا مقاما

تَسَعَّرَتا وقد دَنَتا مَقاما

فَهَمهَمتَا وقد بَغَتَا انتِقاما

فآثِينا اشمَأَزَّت مِن أَبِيها

وكادَ يَبُزُّها الحَنَقُ اهتِضاما

عَلى حَسَراتها كَظَمَت وَهِيرا

أَبَت صَبراً وأَغلَظَتِ الكَلاما

تَقُولُ ولم تُطِق إِخمادَ نارٍ

تؤَجِّجُ جَوفَها الغالي اضطراما

بَغَيتَ عَليَّ يا ابنَ قُرُونَ هَلاَّ

بَغَيتَ تُبيدُ آمالي انصِراما

وتُحبطُ بُغيَتي وتُخِيبُ جَهدِي

وخَيلي أُوهِنَت جَسَداً وَهاما

عَلى فِريامَ قد سُقتُ السَّرايا

تُجَرِّعُ آلهُ المَوتَ الزُّؤَاما

فَنَجِّهِمِ وما الأَربابُ طُراًّ

بِراضِيةٍ وإِن صَمَتُوا احتٍراما

فقالَ وقد غلا حَنَقاً وماذا

يَسُومُكِ يا ظَلُومَهُمُ احتِداما

عَلَيكِ فَما جَنَوا حَتَّى تَرُومي

دِماءَهُمُ اعتِسافاً واعتزِاما

أَلا لَو حُصنَهُم أَعلَيتِ يَوماً

وهِضتِ اللَّحمِ تَفرِينَ العِظاما

ولم تُبقِي لِملَّتِهِم رُسُوماً

لَبُلِّغَ حِقدُكِ الحَدَّ التَّماما

إِلَيكِ زِمامَهُم ما شِئتِ فاقضِي

لِئَلاَّ يُورِثَ المَنعُ اختِصاما

ولَكِن عِي مَقالي واسمَعيهِ

إِذا ما رُمتُ أَنفَذتُ المَراما

وإن ما شِئتُ إيقاعاً بِقَومٍ

وَدَدتِ فَلا تَسُومِيني احتِكاما

وهَبتُكَ ما سَأَلتِ بِطيبِ نَفسٍ

وإن أَكُقد تَكَلَّفتُ الحرَاما

فَتَحتَ الشَّمسِ والزُّهرِ الدَّراري

مَدائِنُ جَمَّةٌ حَوَتِ الأناما

ولَيسَ لَديَّ مِن إِليُونَ أَوفى

وفِريَامٍ وأَهلِيهِ ذِماما

فَفَوقَ مذَابحي أَبداً أَقامُوا

ذَبائِحهُم مُشَرَّبةً مُداما

وظلَّ دُخانُها لِلجَوِّ يَعلُو

وبالعَدلِ استباحُوها اقتساما

فَقالَت إِنَّ لي مُدناً ثلاثاً

عَلِقتُ بِهِنَّ قَلباً مُستَهاما

وهُنَّ عَلِمتَ إِسبَرطا وأَرغُس

ومِيكِينا الَّتي زَهتِ انتِظاما

فإن ما شِئتَ دَمِّرِهُنَّ إِنِّي

اَبَيتُ لَهُنَّ عَوناً والتِزَاما

ولَيسَ بِنافِعي صَدِّي لِعِلمي

بِأَنكَ قَد تَمَلَّكتَ الزِّماما

ولكنّي حَكَيتُكَ بانتسابي

لِذَاكَ فَضَلتُ أَرباباً كِراما

وقَد عظِّمتُ بَينَ بَني قُرُونٍ

وإن كانوا جَمِيعُهُمُ عِظاما

فَإِنِّي بِنتُ ذاكَ وعِرسُ زَفسٍ

مَلِيك الكَونِ فارعَ لي الذِّماما

فَعَمَّا أَبتَغِي حِيناً تَجاوَز

وعَمَّا تَبتَغي أَرضى دَوَاما

يَرُومُ بَنُو الخُلودِ بِنَا اقتِداءً

فَمُر تَنقَضَّ آَثِينا اقتِحاما

تَعِيثُ بِعُهدَةِ الجَيشَينش لكِن

لِيَنقُض آلُ طُروَادَ السَّلاما