سارا يسوقهما الأمر العنيف على

سارا يَسُوقُهمَا الأَمرُ العَنِيفُ على

البَحرِ المَخوفِ على رَغمٍ على ألمِ

بَينَ المَرَامِدَةِ الغضبَى أَخيلُ بَدا

لدى سفِينَتِهِ السَّودَاءِ والخِيَمِ

رآهُما فَتَلَظَّى واحتِرامُهُما

والخَوفُ صَدَّاهما عن وَاجِبِ الكَلِمِ

فاستُوقِفا وَجَلاَ والقَلبُ أَنبَاهُ

فقال مُبتَدِراً بالبِشر والسَّلَمِ

يا مُرسَلَي زَفسَ والناس ادنُوَا عَجَلاً

ما الذَّنبُ ذنبُكما إِن تَقَصُدا عَلَمي

أَتريذُ يَبغي بَرِيسا فا أتِيَنَّ بها

فَطرُقلُ يا مُجتبَى زَفسٍ فَهيتَ قُمِ

ليأخُذاها وعندَ الخالِدِينَ وعِن

دَ النَّاسِ والمُعتَدِي فَليَشهدَا قَسمي

لئِن تَوَلَّت سُرى الإِغرِيقِ نازِلَةٌ

واستَدفَعُوا العارَ واضطُرُّوا إِلى هِمَمي

لا شَكَّ أَودَى بهِ الغَيظُ المَشُوم فلم

يَذكُر ولم يَتَرَوَّ الأَمرَ بالحِكَمِ

حتى إِذا قاتلُوا في ظِلِّ فُلكهِمِ

ظَلَّ الأَخاءَةُ في أَمنٍ وفي سَلَمِ

فقام فَطرُقلُ يُمضِي أَمرَهُ وَأَتى

بها بِقَلبٍ بنارِ البَثِّ مُضطَرِمِ

تَسلَّماها وسارا وَهيَ مُكرَهضةٌ

لفُلكِ مَلك المَكينِيّين ذي العَظَمِ

فَغَادَرَ الرَّبع آخِيلٌ وسارَ إلى

الجُرفِ الخضلِيِّ يُفيضُ الدَّمعَ كَالدِّيَمِ

وصاحَ يَبسُطُ ذَرعاً وَهوَ يُحدِقُ في

بَحرٍ طَغى مُستَمِدًّا رَحمَةَ الرَّحِمِ

أُمَّاهُ ثِيتيسُ مُذ أُولِدتِني وَقضى

زَفسٌ بِقَصرِ حَياتي فَليَصُن شِيمي

عليَّ ضَنَّ بنَذر المَجدِ حيثُ أَغا

مَمنُونُ في طَولِهِ يَسطُو على قِسَمي

هَبَّت وقد سَمِعت من لُجِّها صُعُداً

مثلَ الدُّخانِ منَ الأَمواجِ كالنَّسَمِ

من قُربِ نِيرا أَبِيها الشَّيخ طائرَةً

عَلَت فألفَتهُ يُهمِي دَمعَ مُحتَدِمِ

فعانَقَتهُ وَصاحت يا بُنَيَّ عَلا

مَ ذا البكاءُ فَبُح بالضَّيمِ لاَتَجِمِ