فإليه مال مخاطبا برعاية

فَإِلَيهِ مالَ مُخَاطِباً بِرِعَايَةٍ

يا شَيخُ صَدرُكَ بِالبَسَالَةِ مُفعَمُ

لا كانَ دَهرٌ مِنكَ جِسمَكَ مُوهِنٌ

وقِوَامَ عَزمِكَ مُخمِصٌ ومُهَضِّمُ

يا لَيتَ سَاقَكَ مِثلُ قَلبِكَ شِدَّةً

ولَئِن هَرِمتَ وذَلَّ قَرمٌ يَهرَمُ

مَنَحَتكَ أَربَابُ العُلى بَأسَ الصِّبا

وأُولي الصِّباطُولَ البَقا مَنَحتهُمُ

فأجابَ نَسطُرُ قدهَرِمتُ وحَبَّذَا

لَو كُنتُ بَعدُ بِشِدَّةِ الأَعضاءِ

زَمَناً أَرُوثَليُونَ فِيهِ مُجندَلاً

أَلقَيتُ مُختَضِباً بِبحَرِ دِماءِ

لَكِنَّما لَم تَحبُ آلِهَةُ الوَرى

كُلَّ الأَنامِ بِجُملَةِ الآلاءِ

فَلئِن مَرَحتُ شَبِيبَتي بِتَشَدُّدِي

فَلَقَدهَرِمتُ وخُفِّضَت نُعَمائي

أَدَعُ الطِّعَانَ وشأنَهُ الأُولي القُوَى

وأُولو القُوَى واعُونَ صَوتَ نِدائي

وأَتى الإثيِنيِّين قَومَ مَنَستِسٍ

ذِي السَّبقِ بالإِعداءِ والإِجراءِ

وَيَليهِمِ بُهمُ الكِفالِّيينَ مَن

دَانُوا الأُوذِسَ أَحكَمِ الحُكَماءِ

فَذا هُمَا لَم يُسمَعا لَجَبَ الوَحى

والجاشُ زَعزَعَ سائِرَ الأَنحاءِ

وتَرَبَّصا حتَّى عَلى الأَعدا يَكُرُّ

سِوَاهُما بِسَرِيَّةٍ خَرساءِ

فَسَعى يُؤَنِّبُ عاتِباً بِمَلامَةٍ

واستَنكَرَ المَسعى بالإستبطاء