فبعد أن أصغي إلى نسطورا

فبعد أن أصغي إلى نسطورا

أخيل راح يخرق الجمهورا

مستحضراً جائزة اللكام

بغلا عتا في سادس الأعوام

ماريض بل يوشك أن لا يقربا

وقدحاً لمن عياناً غلبا

وصاح أي اثنين قافا الجندا

وفي أساليب اللكام اشتدا

فليبرزا فذا الجزا أعدا

فمن بنصر فيبسٍ أمدا

وشهد الجمع له فيهدى

إليه ذا البغل القوى جدا

والكأس للمغلوب حقا يسدي

فقام قرمٌ باسلٌ كبير

إفيوس فانوف الفتى الخبير

ألقى على البغل يداً وقالا

يا من يروم القدح ابرز حالا

فلا سواي البغل منكم نالا

فتىً ومثلي خاض ذا المجال

حسبي أن لا أحسن القتالا

من ذا الذي كل مجالٍ جالا

قلت وإني صادقٌ مقالا

من قام لي قطعته أوصالا

وليعدد الصحب له الرجالا

تحمله مثقلاً نكالا

فصمتوا طرّاً سوى فريال

عد بني الخلد أبي الأهوال

فرع مكست بن طلاووس ومن

قد كان من أعظم لكام الزمن

قد كان في مأتم أو ذيب ظهر

في ثيبةٍ وآل قدمسٍ قهر

ونحوه ذيومٌ مستنهضا

بادر يبغي فوزه محرضا

شد له النطاق حول الخصر

والجمع غشى جلد ثورٍ بري

فنزلا الساحة يرفعان

كفيهما معاً ويلكمان

حتى هناك الجمع بالجمع اشتبك

ورشح الأعضاء واصطك الحنك

فانقض إفيوس وفريال لطم

بوجهه لطمة صنديدٍ غشم

فلم يطق لهولها احتمالا

وارتجفت أعضاؤه ومالا

كالحوت والنوء بشمألٍ عصف

في الجرف بين زيد البحر ارتجف

لكن إفيوس انحنى عليه

يرفعه ما بين ساعديه

وصحبه خفوا به والتوت

ساقها والهامة أيضاً أهوت

يسيل وهو لا يعي شعورا

نجيعه من فمه غزيرا

كذا به ساروا بملءٍ اليأس

ولم يفتهم أخذ تلك الكاس