قينة الآن أنشديني وقولي

قَينَةُ الآنَ أَنشِدِيني وَقُولي

مَن سَما في تِلكَ السُّرى والخُيُولِ

أَجوَدُ الخَيلِ عِندَهُم تِلكَ احجا

رٌ لَدى ابنِ ابنِ فِيرسٍ أَفِميلِ

قد تَساوَت قَدًّا وسِنًّا ولَوناً

وجَرَت كالطُّيُورِ فوقَالطُّلُولِ

في رُبى فِيرِيا أُفُلُّونُ رَبَّا

ها لِنَشرِ الهَولِ الرَّهيبِ الوَبيلِ

وأَشدُّ الأَبطال بأساً أَياسُ ب

نُ تِلامونَ بعدَ بأسِ أَخيلِ

فَابنُ فِيلا قد فاقَهُ بكَثيرٍ

ومِنَ الخَيلِ حازَ كُلَّ أَصيلِ

ظَلَّ ما بَينَ فُلكِهِ فاكِراً في

كَيدِ أَترِيذَ لارتِواءِ العَليلِ

وذَوُوهُ الكُراتِ يَرمُونَ والمِز

راقَ والنَّبلَ فوقَ جُرفٍ طَوِيلِ

بِعجالٍ قد ستِّرَت في خِيامٍ

وخُيُولٍ في الحندَقُوقِ الجَزِيلِ

ورُؤُوسُ الأَجنادِ تاهُوا شَتَاتاً

غَيرَ مُلفِينَ للوَغى من سَبِيلِ

كَفُّ مَولاهُمُ وزَحفَ سِواهُ

أَثقَلاهُم بكُلِّ حُزنٍ ثَقيلِ

وكأَنَّ السُّهُولَ طارَت شِراراً

بمَسيرِ الإِغريقِ فَوقَ السُّهُولِ

رَجَّتِ الأَرضُ تَحتَ وَقعِ خُطاهُم

رَجَّ آرِيمَ يومَ هَول مَهُولِ

عِندَ ما زَفسُ بالصَّواعِقِ يَرمي

غاضِباً قَبرَ تِيفُسَ المَقتُولِ

قومُ طروادَةِ شُيُوخٌ وفِتيا

نٌ بِشُوراهُمُ بِبَحثِ جَليلِ

تَحتَ أَبوابِ قَصرِ فِريامَ قامُوا

وإِذا بَغتةً بأدهى رَسُولِ

من لَدَى زَفسَ بالبَلاغِ أَتَتهُم

نَفسُ إِيرِيسَ كالنَّسِيم العَجُولِ

وابنُ فِريامَ فُولِتٌ حارِساً كا

نَ على قَبرِ أَيسِتيسَ النَّبِيلِ

رامَهُ الشَّعبُ راصِداً ثمَّ يَرعَى

قَومَ أَرغُوسَ خارِجَ الأُسطولِ

لِيُوَافي مُخَبِّراً إِن رأَى أَم

راً خَطِيراً بِعَدوِهِ المَكفُولِ

شابَهَتَهُ صوتاً وَشكلاً وقالت

لأَبيهِ بأَصدَقِ التَّمثِيلِ

أَيُّها الشَّيخُ والحُرُوبُ شِدَادٌ

كَمُصافٍ تَلهُو بِقالٍ وقِيل

كم وَلَجتُ الهَيجاءَ لكنَّما أَع

داؤُنا اليومَ ما لَهُم من مَثيلِ

هَجَمَوُا كالرِّمال أو وَرَقِ الأَش

جارِ هَكطُورُ هاكَ فاسمَع مَقُولي

فَسَرايا الأَحلافِ عِندَكُمُ مُخ

تِلَفَاتٌ بأَلسُنٍ وعُقُولِ

فَليُكَتِّب ذَوِيه كلُّ نَزِيلٍ

ولك الأَمرُ فَوقَ كُلِّ نزِيلِ

فعلى الفَورِ فَضَّ هَكطُورُ جَمعاً

ولِذا الصَّوتِ لم يَكُن بجهولِ

هَرَعَ الجُندُ للسِلاحِ جَميعاً

وجَميعُ الأَبوابِ تَحتَ القُفُولِ

فَتَحُوها ساعِينَ بينَ عِجالٍ

ورِجالٍ بينَ القَنا والنُّصُولِ

زَعَقَاتٌ من دُونِهُنَّ صَدِيدٌ

بِعَجِيجٍ وهَيعَةٍ وصَهِيلِ

وترَامَوا بِذلِكَ السَّهلِ حتى

قُنَّةٍ شُرِّفَت بِمَجَدٍ أَثِيلِ

قد دَعاها الأَربابُ قَبرَ مِرِينٍ

والمَلا باتِيا لِجَهلِ الأُصُولِ

ثَمَّ هَكطُورُ قامَ يَنظِمُهُم بَي

نَ أَصيلٍ بِقَومهِ ودَخِيلِ

وعلى رأسهِ تَؤُجُّ سَناءً

خُوذَةٌ وَهوَ صاحبُ التَّبجِيل

آلُ طُروَادَةٍ لَدَيهِ أَقامُوا

لِضَرامِ الوَغى بصَبرٍ مَعُولِ

وَهُمُ أَوفَرُ القَبَائِلِ عَدّاً

واقتِداراً أَشَدُّ كُلِّ قَبيلِ