لمهجة هكطور الحديث مؤلما

لِمُهجَةِ هَكطُورَ الحَدِيثُ مُؤَلِّماً

جَرَى جَرَى جَريَ سَهمٍ بِالمَفَاصِلِ يَنشَبُ

تَرَجَّلَ مُصطَكَّ السِّلاحِ مُطَوِّفاً

وَفي يَدِهِ سُمرُ القَنا تَتَلَهَّبُ

يُشَدِّدُ هِمَّاتِ الفَوَارِسِ مُنهِضاً

عَزِيمَتَهُم حَتَّى انثَنَوا وَتَصَلَّبُوا

فَكَرُّوا وَلَكِنَّ الأَغارِقَ جُملَةً

عَلى صَدِّهِمِ بالعَزمِ طُرًّا تَأَلَّبُوا

فَلَم يَكُ في القَومَينِ خَامِلُ هِمَّةٍ

وَلَم يَكُ فِيهِم مَن يُرَاعُ فَيَهرُب

وعِندَ اشتِباكِ الجَيشِ بِالقُضبِ وَالقَنا

جَرَت مُقرَباتُ الحَملةِ الأرضَ تَنهَبُ

وَقَد كَسَتِ الإغريقَ ثوبَ عَجَاجةٍ

فَتَحتَ الخُطَى وَقعٌ وَمِن فَوقُ غَيهَبُ

كأَنَّ مَذاري ذِيمتِيرَ بِبَيدَرٍ

تُثِيرُ سَحِيقَ التِّبنِ والحَبُّ يَرسُبُ

فَتَذرِي السَّحِيقَ الرِّيحُ ثُمَّ تَهِيلُهُ

غُبَاراً كَثِيفاً وَهوَ أَبيَضُ أَشهَبُ

كذا اندَفَعَ الإِغرِيقُ مِن تَحتِ قَسطَلٍ

عضلاهم وآرِس لِلعدَى يَتَعَصَّبُ

أَطاعَ أَفُلُّوناً وَشَدَّدَ عَزمَهُ اح

تِجابُ أَثِينا فَاستَقَرَّ يُكَوكِبُ

وَأَرسَلَ مِن فَوقِ الجُيُوشِ غَمامَةً

تُظَلِّلُ دُرَّاعَ الحَدِيدِ وَتَحجُبُ

ولَمَّا علا وَقعُ القَنا انقَضَّ عائِثاً

إِلَى ساحةِ الهَيجاءِ أَنياسُ يَلجَبُ

بِهِ جَاءَ فِيبُوسٌ سَلَيماَ مِنَ الأَذَى

شَدِيداً حَدِيداً يَستَجِيشُ وَيَلغَبُ

فَخَفَّ وَأَحيَا خَفقَ أَكبادِ قَومِهِ

وَحَفَّ بِهِ مِن صَفوَةِ الصِّيدِ مَوكِبُ

فَلَم يَسأَلُوا عِلماً وَلَم يَتسَاءَلُوا

وَدُونَ التَّحَرِّي مِن لَظَى الحَربِ أَضرُب

عَوَاصِفُ فِيبُوسٍ وَصعقَةُ فِتنَةٍ

وَآرس وَوَبلٌ بالذَّوَابِلِ صَيِّبُ

وَآياسُ آياسٌ وَأُوذِس ذِيُومِذٌ

يَهُزُّهُمُ دَاعي الكِفَاحِ وَيَطرِبُ

يُنَادُونَ بِالإِغرِيقِ لَلحَربِ نَهضَةً

إِذا هُم لِكَرٍّ أَو لِصَدٍّ تَكَتَّبُوا

فَلِلصَّدِّ دُفَّاعُ الجُنُودِ تَثَبَّتُوا

صَنَادِيدَ لَم يَخشَوا وَلم يَتَهَيَّبُوا

كَاَنَّهُمُ وَالجَرُّ صافٍ رَقِيعُهُ

غَمَائِمُ مِن فَوقِ الشَّوامِخِ تَقطِبُ

وَقد هَجَعَ الأَنواءُ لا ثَمَّ شمأَلٌ

تَثُورُ وَلا الأَنوَاءُ فِيهنَّ تَلعَبُ

يَجُوبُ أَغامَمنُونُ بَينَ صُفُوفِهِم

يَصيحُ وَأَعقَابَ الخُطَى يَتَعَقَّبُ