لهم في السما هذا الحديث وفي الثرى

لَهُم في السَّما هذَا الحَدِيثُ وَفي الثَّرَى

ذِيُومِيذُ لا يَنفَكُّ إِينَاسَ يَطلُبُ

تَحَدَّمَ يَبغِيهِ وَيَعلَمُ أَنَّما

يَقيهِ أَفُلُّونٌ وَلَم يَكُ يَرهَبُ

ثَلاثاً عَلَيهِ كَرَّ يَأمُلُ قَتلَهُ

وَشِكَّتَهُ الغَرَّاءَ بالعُنفِ يَسلُبُ

وَلِكن ثَلاثاً تُرسُ فِيبُوسَ صَدَّهُ

وَرابِعَةً قد كادَ يَسطُو وَيَضرِبُ

فَقالَ لَهُ والصَّوتُ يَدوِي رَعِيدُهُ

ويَعلُو مُحَيَّاهُ العَبُوسَ تَقَطُّبُ

مهٍ فَتَرَبَّص يا ابنَ تِيذِيُسٍ فَعَن

بَني الخُلدِ للإِنسَانِ قَد عَزَّ مَطلَبُ

فشَتَّانَ بَينَ النَّاسِ وَالتُّربَ أُسكنُوا

وَقَومِ بَني الإِسعادِ والنُّورَ أُلهِبوا

فَكفَّ ذِيُومِيذٌ وَما كَادَ يَنثني

مَخَافَةَ يَشتَدُّ الإِلاهُ وَيَغضَبُ

وسارَ أَفُلُّونٌ بِأَنيَاسَ مُسِرعاً

لِمَعبَدِهِ في طَودِ فِرغامَ يَذهَبُ

فَوافَتهُ أَرطامِيسُ في بَلسَمِ الشِّفا

وَذيتَا بإِكسِيرِ المَحَاسِنِ يُسكبُ

وَما شاءَ فِيبُوسٌ يَشيعُ انقلابُهُ

فَأَرسَلَ طَيفاً مِثلَهُ يَتَقَلَّبُ

وَمِن حَولِهِ بَينَ الفَرِيقَينِ مُزِّقَت

مُسَرَّدَةٌ حَصداءُ وَافتُلَّ مِجَوبُ

وَمِن ثَمَّ فِيبُوسٌ إِلى آرسَ انثَنى

يَحُثُّ خُطاه لِلوَغى وَيُثَرِّبُ

أَيا مُمطِرَ الأَهوالِ يا باعِثَ الرَّدى

وياهادمَ الأَسوارِ حَتَّى مَ تَرقُبُ

أَلاَما اندَفَعتَ الآنَ فَوقَ امرِىءٍ عَتا

يَكاد عَلى زَفسٍ يَصُولُ وَيَصخَبُ

تأَثَّرَ قِبرِيساً وَأَدمى يَمينَها

وَأَقبَلَ نحوي بَعدَ ذلِكَ يَقرَبُ

فأَغراهُ ثُمَّ اختارَ فِرغامَ مَعزِلاً

وآريسُ لِلطُّروَادِ راحَ يُؤَنِّبُ

فَماثَلَ آكاماسَ شَكلاً وَهَيبَةً

وصاحَ أَلا فاسطُوا على القَوم واضربوا

إِلى مَ التَّراخِي والعِدى فَتكُها بَدا

أَفالجُبنُ حَتَّى دَكَّةَ الحُصنِ تَركَبُ

فَأَنياسُ وَالفَتَّاكَ هَكطُورَ قد حكى

طَرِيحٌ بِسيََّالِ الدِّماءِ مُخضَّبُ

أَلاَ ما أَخَذتُم مِن عدَاكُم بِثَأرِهِ

وَانقَذتُمُوهُ فَاستَجِيشُوا وَصَوّبُوا

فَهاجَت بِهم كُلُّ النُّفُوسِ حَمِيَّةً

وَأَقبَلَ سَرفِيدُونُ بِالعُنفِ يَخطُبُ