تغانمي العمر

تغانمي العمرَ

فرّ العمرُ أكثرُهُ

ونحنُ نجمعُ ورداً

ثمّ ننثُرُهُ

تغانمي العمرَ أيامُ الهوى

ورَقٌ

قد ضمّهُ الحزنُ فيما ضمّ دفترُهُ

أنا وأنتِ حكايا الريحِ تنقُشُ في

صحائف الرملِ شيئاً

ثمّ تُنكِرُهُ

أنا وانتِ جناحا نسْمَةٍ شرِقَتْ

بذكرياتِ غُبارٍ

ماتَ مصدرُهُ

نقضي الليالي ببوحٍ

لا انتهاءَ لهُ

فكلما طابَ ما فينا ، نكرّرُهُ

لا تسأليني

فعمريْ ضاعَ أسئلةً

ما زلتُ أصرُخُ :

حلمي ..من يفسّرُهُ ؟!

نعم ..

جهلتُ نوايا الشمسِ حين بكَتْ

وغرّني من لِباسِ الغُصنِ أخضرُهُ

لقد سُجِنتُ

بثوبٍ لا يناسبُني

وما وجدتُ لسَجني..

ما يبرّرُهُ

لُمّي سرابَ الحكايا من محاجِرِنا

وسافري وطناً ..

لو جارَ نعذُرُهُ

لو كان حُبُّكِ دمعاً

ماشقيتُ بهِ

أبكي متى غبتِ عن عيني

وأنثُرُهُ

لكنّهُ سكراتٍ لا تفارقُني

وكافرٌ..

غاصَ في الأعماقِ

خنجرُهُ

تغانمي العمرَ..

مثلي لا عزاءَ لهُ

ها قد بدا من خريف العمرِ

أصفرُهُ

مسافرٌ..

ربَطَ الأحزانَ وازدحمَتْ

به الدروبُ

وسوطُ العقلِ ينهرُهُ

ظمآنَ جئتُ ،

وعُدتُ اليومَ من سفري

ظمآن يحملُ جرحاً منكِ يُسهِرُهُ

فتّشتُ عنّي كثيراً

بين أمتعتي

وغِبتُ في جَيبِ أيامي أبعثِرُهُ

فما وجَدتُ سوى نايٍ

وأمنيَةٍ

ودفترٍ فيه شِعرُ

لستُ أذكرُهُ

فحدّثي الفجرَ عني

كلما رشَفَتْ

عيناكِ عِطْراً

أماسي الوجدِ تنثُرُهُ

وطَمئني الحرفَ

ما قد مرّ في شفتيْ

طعمٌ يغيّر ما قد خطَّ سكَّرُهُ

تغانمي العمرَ..

قلبي قُدَّ من ألَمٍ

فقطرةٌ من عذابٍ ، هل تُكدّرُهُ

.

.

تغانمي العمرَ

لا تأسي على رجُلٍ

لم يَبْقَ شيءٌ ثمينٌ فيه يخسرُهُ