وضحى

كعادتها ..

جاءت تعايدنا وضحى

وتخلِط في طَيّ الحديث معي مزحا

بُنيّةُ عمٍّ

يسكن الطهر قلبها

رعيتُ وإياها الغُنيمة في رفحا

بنينا بيوت الطين

في ملعب الصبا

وصُغنا الأماني البيض من وعدنا صرحا

أتت تستثير البدو في صدر غربتي

رحيلاً

وتحيي بابتسامتها جرحا

وغاصت بأعماق الحنين بفكرةٍ

وألقت سؤالاً

من رؤى الجن مستوحى

أأحببتَ بعدي يا شقي صبيةً

فقلت لها :

ذكرى الطفولة لا تُمحى

فقالت

وتلكَ الأغنياتُ

ووردةٌ كتبتَ لها أغلى القصائد

بالفصحى !

فهيا اعترف :

 أحبَبٍتَها حضَريةً ؟؟

فقلت لها إيْ والذي فلق الصبحا

فقالت كلاماً ما فهمتُ مفاده

وغيرتُها زادتْ ملاحتها مِلْحا

وقالت عسى في الحب أدركتَ راحةً

أما كنتَ تنهاني

وتوسعني نُصحا ؟

فقلت لها :

 أحببتُ روحاً جميلَةً

أفاضت على روحي بمنطقِها رَوْحا

ترى الحب

أشياءً تزيدُ توهجاً

إذا ما فهمنا الطهر

والصدق

 والصفحا

يكونُ قريباً

حين نُبحر في الرؤى

ويُبعِدُ إن جئنا

 لنُثقِلَهُ شرْحا

ترى الشعر

إنساناً نبيلاً وأحرُفاً

نخمّرُها صِدْقاً..  لتُسْكرنا نفحا

سكبتُ لها نفسي مدادَ قصائدٍ

وصُغتُ على ” بحر اللذيذ ” لها المدحا

فقالت دموعُ الذكريات تخونني

فقلت لها

صوني الحكاية يا وضحى

خسَِرْتُكِ إنساناً يعيشُ بجانبي

ولكنه في القلب أصبح لي رِبحا