بحر البسيط

ما هِمَّتي غَيرَ أنْ أحظى بواحِدَةٍ حتّى أباهي بِها في الأرضِ مَنْ مَلَكا وتِلْكَ أنِّي أرى نَفسي وقد عتَقَتْ

كأنَّني فَرَسُ الشطرنجِليسَ لهُ في ظِلِّ رابِطهِ ماءٌ ولا عَلَفُ

لا غَرْوَ أنْ لم نَجِدْ في الدَّهرِ مُختَرِفاً فقد أتيْناهُ بعدَ الشَّيْبِ والخَرَفِ

مَنْ كانَ يَبغي عُلُوَّ الذِّكْرِ والشَّرَفا أو يَبتغي عَطْفَ دَهْرِ قد نَبا وَجفا أو كانَ يأمَلُ عِندَ اللهِ منزِلَةً

خَلِّ الطَّريقَ تَعِشْ في ظِلِّ عافِيَةٍ يا بنَ اللَّبونِ إذا استَنَّ القَناعِيسُ ولا تُزاحِمْ بنَحرِ العَيشِ صَدرَقَنا

قد شابَهَتْنِيَ في لَونٍ وفي قَصَفٍ وفي احتراقٍ وفي دَمعٍ وفي سَهَرِ

ولا تُعَوِّلْ على شخصٍ له عُمُمٌ وصورَةٌ ذاتُ حُسْنٍ تَيهَرُ القَمَرا فكمْ فتىً راقِ مِنهُ ظاهِرٌ حَسَنٌ

إذا قرأتَ كتابَ اللهِِ فاتَّبع ا م لأحكامَ فيهِ وسَدِّدْ نحوَهُ الفِكَرا فليسَ يُغنيكَ ألفاظٌ تُكرِّرُها

إذا اتخذْتَ أخا فاسبر خلائقَهُ فإنَّ ذا الحزم والتَّدبيرِ مَنْ سَبَرا

يا مُنفِقَ العُمرِ في لَغْوٍ وفي عَبَثِ أشفِقْ على زَمَنٍ إن مّرَّ لم يَعُدِ وجُدْ بِما ملَكَتْ كَفّاكَ مِنْ نَشَبٍ