بحر البسيط

يا دارُ يا دارَ أَطرابي وَأَشجاني أَبلى جَديدَ مَغانيكِ الجَديدانِ لَئِن تَخَلَّيتُ مِن لَهوي وَمِن سَكَني

قَد ماتَ تاريخُ عِزِّ السَيفِ وَالقَلَمِ فَما البُكاءُ بُكاً عِندي بِغَيرِ دَمي ماتَ الَّذي كانَ وَثّاباً عَلى فُرَصٍ

لا تَحزَنَنَّ وَقيتَ الحُزنَ وَالأَلَما وَلا عَدِمتَ بَقاءً يَصحَبُ النِعما أَلَيسَ قَد قيلَ فيما لَستَ تُنكِرُهُ

الآنَ سَرَّت فُؤادي مُقلَةُ الريمِ وَاِهتَزَّ كَالغُصنِ في مَيلٍ وَتَقويمِ الآنَ ناجى بِوَحيِ الحُبِّ عاشِقَهُ

فَضلَةٍ ذَكَّرَتني ريقَ تارِكِها في الكَأسِ مَمزوجَةٍ مِنهُ بِطيبِ فَمِ أَرادَ لَمّا رَأى سُقمي فَرَقَّ لَهُ

لَحظُ المُحِبِّ عَلى الأَسرارِ مُتَّهَمُ إِذا اِستَشَفّوا الهَوى مِن نَحوِهِ عَلِموا مَن كانَ يَكتُمُ ما في القَلبِ مِن حُرَقٍ

لا تَسأَلَنَّ سِوى الأَسفارِ مِن رَجُلِ فَالمَرءُ ما دامَ حَيّاً خادِمُ الأَمَلِ قالَت عَزَمتَ عَلى بَينٍ فَقُلتُ لَها

إِنّي أَرى فِتنَةً بِالشَرِّ قَد أَرِقَت كَحامِلٍ مُتإِمٍ في تاسِعِ الحَبَلِ فَكَيفَ أَنتُم لَها عِندَ اللِقاءِ تُرى

جِسمُ المُحِبِّ بِثَوبِ السَقمِ مُشتَمِلُ وَجَفنُهُ بِدُموعِ الشَوقِ مُكتَحِلُ وَكَيفَ يَبقى عَلى ذا مُدنَفٌ كَمِدٌ

يا نَفسِ صَبراً لَعَلَّ الخَيرَ عُقباكِ خانَتكِ مِن بَعدِ طولِ الأَمنِ دُنياكِ لَكِن هُوَ الدَهرُ لُقياهُ عَلى حَذَرٍ