بحر البسيط

قَد قَرَّبَ اللَهُ مِنّا كُلَّ ما اِمتَنَعا كَأَنَّني بِهِلالِ العيدِ قَد طَلَعا فَخُذ لِفِطرِكَ قَبلَ العيدِ أُهبَتَهُ

يا قاتِلاً لا يُبالي بِالَّذي صَنَعا رَمَيتَ قَلبي بِسَهمِ الحُبِّ فَاِنصَدَعا لَولا القَضيبُ الَّذي يَهتَزُّ فَوقَ نَقاً

إِنّي غَريبٌ بِدارٍ لا كِرامَ بِها كَغُربَةِ الشَعرَةِ السَوداءِ في الشَمَطِ ما أُطلِقُ العَينَ في شَيءٍ أُسَرُّ بِهِ

قالوا اِعتَلَلتُ وَسَل عَنّي وَعَن خِبري أَلَم أَبِت باكِياً لا أَطعَمُ الغَمَضا قولوا لِمَكتومَ يا سَمعي وَيا بَصَري

يا طولَ شَوقي إِلى تَسليمِ مُقلَتِهِ إِذا تَناوَلَ كَأساً بَينَ جُلّاسِ فَإِن رَأى الخَوفَ أَو هَمَّ الرَقيبُ بِهِ

يا صاحِ يَشغَلُ سَمعي عَن عَواذِلَهُ قَرعُ الكُؤوسِ بِأَفواهِ القَوازيزِ أَصغى بِإِبريقِهِ مِن تَحتِ مِبزَلِها

وَمُزنَةٍ جادَ مِن أَجفانِها المَطَرُ فَالرَوضُ مُنتَظِمٌ وَالقَطرُ مُنتَثِرُ تَرى مَواقِعَها في الأَرضِ لائِحَةً

أَما تَرى النَرجِسَ المَيّاسَ يَلحَظُنا أَلحاظَ ذي فَرَحٍ بِالعَتبِ مَسرورِ كَأَنَّ أَحداقَها في حُسنِ صورَتِها

مَن لامَني اليَومَ في سُكرٍ فَلا عُذرا هاتِ الكَبيرَ وَغَيري فَاِسقِ ما صَغُرا غَدَت مُنَكَّرَةً لِلمُزنِ فَاِحتَجَبَت

أَهلاً بِزائِرِ عامٍ مَرَّةً أَبَداً لَو كانَ مِن بَشَرٍ قَد كانَ عَطّارا كَأَنَّما صَبَغَتهُ وَجنَتا خَجَلٍ