بحر البسيط

قُم نَصطَبِح فَلَيالي الوَصلِ مُقمِرَةٌ كَأَنَّها بِاِجتِماعِ الشَملِ أَسحارُ وَالدَهرُ في غَفلَةٍ نامَت حَوادِثُهُ

لا غَروَ إِن أَصبَحَت خَيلانُ وَجنَتِهِ جَمراً فَقَد مَسَّها مِن خَدِّهِ نارُ آياتُ حُسنٍ بِخَدَّيهِ مُسَطَّرَةٌ

يا مَن تَبَجَّحَ في الدُنيا وَزُخرُفِها كُن مِن صُروفِ لَياليها عَلى حَذَرِ وَلا يَغُرَّنكَ عَيشٌ إِن صَفا وَعَفا

سَقى المَطيرَةَ ذاتَ الظِلِّ وَالشَجَرِ وَدَيرَ عِبدَونَ هَطّالٌ مِنَ المَطَرِ فَطالَما نَبَّهَتني لِلصَبوحِ بِها

سَقياً لِدارٍ بِنَهرِ الكَرخِ مِن دارِ تَرَكتُ فيها لُبانَتي وَأَوطاري مِن عَهدِ عامَينِ لَم أُلمِم بِساحَتِها

إِشرَب وَاِسقِ اِبنَ بِشرٍ مِن مُشَعشَعَةٍ كَأَنَّ في حانِها نوراً بِلا نارِ دامَت ثَلاثينَ حَولاً في مَعاصِرِها

أَما تَرى الدَهرَ لا تَفنى عَجائِبُهُ وَالدَهرُ يَمزُجُ مَعسوراً بِمَيسورِ وَلَيسَ لِلهَمِّ إِلّا شُربُ صافِيَةٍ

طالَ النَهارُ فَأَينَ اللَيلُ وَالسَهَرُ إِنّي لَبَدري وَبَدرِ اللَيلِ مُنتَظِرُ يا طولَ شَوقي إِلى نَومِ الرَقيبِ وَقَد

حاشا لِشُرَّةَ بَل طوبى لِعاشِقِها لَو كانَتِ الشَمسُ تَحكيها أَوِ القَمَرُ إِذاً لَكانَ يُرى في كُلِّ ما طَلَعَت

يا لَيلَةً بِتُّ فيها دائِمَ السَهرِ أَرعى النُجومَ حَليفَ الهَمِّ وَالفِكرِ كَأَنَّها حينَ ذَرَّ اللَيلُ ظُلمَتَهُ