بحر البسيط

سَكِرتُ مِن لَحظِهِ لا مِن مُدامَتِهِ وَمالَ بِالنَومِ عَن عَيني تَمايُلُهُ وَما السُلافُ دَهَتني بَل سَوالِفُهُ

الدَهرُ يَومانِ ذا ثَبتٌ وَذا زَلَلُ وَالعَيشُ طَعمانِ ذا صابٌ وَذا عَسَلُ كَذا الزَمانُ فَما في نِعمَةٍ بَطَرٌ

قَد ضَجَّ جَيشُكَ مِن طولِ القِتالِ بِهِ وَقَد شَكَتكَ إِلَينا الخَيلُ وَالإِبِلُ وَقَد دَرى الرومُ مُذ جاوَرتَ أَرضَهُمُ

الحُزنُ مُجتَمِعٌ وَالصَبرُ مُفتَرِقُ وَالحُبُّ مُختَلِفٌ عِندي وَمُتَّفِقُ وَلي إِذا كُلَّ عَينٍ نامَ صاحِبُها

وَما تَعَرَّضَ لي يَأسٌ سَلَوتُ بِهِ إِلّا تَجَدَّدَ لي في إِثرِهِ طَمَعُ وَلا تَناهَيتُ في شَكوى مَحَبَّتِهِ

سَقى ثَرى حَلَبٍ ما دُمتَ ساكِنَها يا بَدرُ غَيثانِ مُنهَلٌّ وَمُنبَجِسُ أَسيرُ عَنها وَقَلبي في المَقامِ بِها

لِمَن أُعاتِبُ مالي أَينَ يُذهَبُ بي قَد صَرَّحَ الدَهرُ لي بِالمَنعِ وَالياسِ أَبغي الوَفاءَ بِدَهرٍ لا وَفاءَ لَهُ

وَشادِنٍ مِن بَني كِسرى شُغِفتُ بِهِ لَو كانَ أَنصَفَني في الحُبِّ ماجارا إِن زارَ قَصَّرَ لَيلي في زِيارَتِهِ

وَوارِدٍ مورِدٍ أُنساً يُؤَكِّدُهُ صُدورُهُ عَن سَليمِ الوِردِ وَالصَدرِ شُدَّت سَحائِبُهُ مِنهُ عَلى نُزَهٍ

ياطيبَ لَيلَةِ ميلادٍ لَهَوتُ بِها بِأَحوَرٍ ساحِرِ العَينَينِ مَكمورِ وَالجَوُّ يَنثُرُ دُرّاً غَيرِ مُنتَظِمٍ