بحر البسيط

مَضى الزَمانُ وَنَفسُ الحَيِّ مولَعَةٌ بِالشَرِّ مِن قَبلِ هابيلٍ وَقابيلِ لَو غَربَلَ الناسُ كَيما يُعدَموا سَقَطاً

يا نَفسُ جِسمُكِ سِربالٌ لَهُ خَطَرٌ وَما يُبَدِّلُ في حالٍ بِسِربالِ قَد أَخلَقَتهُ اللَيالي فَاِترُكيهِ لَقىً

يا أُذنُ سَوفَ يَظَلُّ السَمعُ مُفتَقَداً وَتَستَريحينَ مِن قالٍ وَمِن قيلِ وَيُصبِحُ الجِسمُ بَعدَ الروحِ مُنتَبِذاً

اِستَعدَتِ الخَمرُ مِن أَفعالِ شارِبِها إِلى المَليكِ فَقالَت شَجَّ ثُمَّ قَتَل وَجارِحُ الدَنِّ ما كانَت جِراحَتُهُ

إِنَّ اليَهودِيَّ خَلّى جَهلُهُ اِمرَأَةً كانَت عَقيماً وَخَيرُ النُسوَةِ العُقُمُ ماذا أَرادَ لَحاهُ اللَهُ مِن وَلَدٍ

المَوتُ نَومٌ طَويلٌ لا هُبوبَ لَهُ وَالنَومُ مَوتٌ قَصيرٌ بَعثُهُ أَمَمُ وَفي الخُمولِ حِمامٌ وَالفَتى قَبَلٌ

هَل أَلهَمَت يَثرِبٌ يَوماً مَثَرَّبَها أَن لَيسَ يَخلَدُ مِن آطامِها أُطُمُ كانَت تَضُمُّ رِجالاً تَحتَ أَعيُنِهِم

لا تُسدِيَنَّ قَبيحاً إِن هَمَمتَ بِهِ وَاِفعَل جَميلاً فَإِنَّ الخَيرَ يُغتَنَمُ إِن فارَقَتني حَياتي خِلتُني صَنَماً

المَرءُ كَالنارِ تَبدو عِندَ مَسقَطِها صَغيرَةً ثُمَّ تَخبو حِنَ تَحتَدِمُ وَالناسُ بِالناسِ مِن حَضرٍ وَبادِيَةٍ

الجُلُّ مودٍ وَلا جُلمودَ يَترُكُهُ رَيبُ الزَمانِ فَأَنّى يخلُدُ القَزَمُ شَدَّت عَلَيهُم مَناياهُم تُوَسِّطُهُم